كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

ويقال للبعير: بات على الخسف، إذا كان قد بات على غير أكل. قال: ثم صار كلّ نقصان خَسْفا. والخسف: قلّة الطعام. والخسف: الضَّيم. وقوله: "وزيدٌ إذا ما سِيمَ خَسْفا" أي ضَيمْا. "أن تثنى (¬1) مُناخةً على الخَسف" أي على غير طعام.
هو الطِّرْف لم تُحشَش مَطِيٌّ بمِثلِه ... ولا أَنَسٌ مستوبِدُ الدار خائفُ
قال أبو سعيد: ويُروى "لَم تُوحِش مَطِيٌّ بِمثلِه". والطِّرْف في لغة هذيل هو الكريم. وقولُه "لم تُحشش" (¬2): لم تُسَقْ بمثله؛ ومِثلُه حَشَّ النار "أي أوقدها (¬3) ". والوَبَدُ: القَشَف والجُفوف والبؤس. قوله: "لم تُحشش"، لم تُسَق، وأنشد للراجز: "قد لفّها الليلُ (¬4) بسوّاقٍ جَلِدْ". وأنشد:
قد حَشَّها الليلُ بسَوّاق حُطَمْ (¬5) ... خَدَلجَّ (¬6) الساقيَن خفّاقِ القَدَمْ
ومن قال: "تُوِحش" يقول: لا تكون -إذا كان فيها- خاليةَ البطون ولا ضعيفة. ويقال: "بات الليلَ وَحِشا" و "بات الوَحْشَ" إذا بات على غير طعام.
¬__________
(¬1) تراجع الحاشية 6 في الصفحة السابقة.
(¬2) ذكر في اللسان (مادة حش) في تفسير هذا البيت ما نصه: "لم تحشش" أي لم ترم مطى بمثله، ولا أعين بمثله قوم عند الاحتياج إلى المعونة. ويقال: حششت فلانا أحشه إذا أصلحت من حاله.
(¬3) يلاحظ أن هذه الكلمة قد وردت في الأصل في غير موضعها، فقد وردت بعد قوله: بسواق جلد، والسياق يقتضى إثباتها هنا.
(¬4) إيراد هذا الشطر بعد الكلام السابق غير واضح المناسبة، إذ لا يظهر فيه ما يريده من الاستشهاد.
(¬5) ورد في اللسان (مادة حطم) أن هذا البيت للحطم القيسيّ، ويروى لأبي زغبة الخزرجي يوم أحد كما يروى أيضًا لرشيد بن رميض العنزى. والسواق الحطم: العنيف، كأنه يحطمها أي يكسرها إذا ساقها.
وهذا مثل؛ ولم يرد إبلا يسوقها، وإنما يريد أنه داهية متصرف. وفي اللسان "قد لفها الليل" مكان "حشها".
(¬6) خدلج الساقين: ممتلئهما.

الصفحة 223