كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

تكون في المواضع النَّدِيَة، واحدها شَبَث (¬1). والهَميم: الدبيب. ويقال للمرأة تَفْلى الرأسَ: تُهمِّم في الرأس. ويقال: هَمَّمَ (¬2) في رأسه إذا طلب.
وصَفراءَ مِن نَبْع كأنّ عِدادَها ... مُزَعْزِعةٌ تُلْقى الثّيابَ حَطومُ
عدادُها: صوتها. وقوله: مزعزعة أي كأن حفيفها حَفِيفُ ريح حَطوم تُحطِّم ما مرت به، أي ريحٌ شديدة. والعِداد: الحفيف.
كحاشية المحذوف زَيَّن لِيطَها ... مِن النَّبع أَزْرٌ حاشِكٌ وكُتومُ
المحذوف: إزارٌ قصير. ولِيطُها: لونها. أَزْر، يقال: قَوسٌ ذاتُ أَزر, إذا كانت صلبةً ذات شِدة. وحاشك (¬3): حافل؛ يقال: حَشَكَت بالدِّرّةِ إذا حَفَلَتْ. ويقال للقوس: كَتوم إذا لم يكن فيها صَدْع ولا شقّ.
وأَحصَنَه ثُجْرُ الظُّباتِ كأنّها ... إذا لم يغيِّبها الجَفيرُ جَحيمُ
قوله: أحصنَه، كأنه (¬4) صار له مَعْقِلا يَمتنع فيه. يقول: منعته هذه الثُّجْر، صيّرْته في حِصْن. وثُجْر: عِراض النُّصول. وجَحيم، كأنّها نارٌ توَقَّدُ إذا لم توارَ
¬__________
(¬1) لا مقتضى لهذه العبارة بعد قوله "والشبث دابة" الخ.
(¬2) الذي في كتب اللغة همّ لنفسه، إذا طلب واحتال؛ ولم يذكروا الرأس في هذا المعنى. كما أننا لم نجد همم بميمين بمعنى طلب. والذي وجدناه همّ وتهمم. فلعلّ ما هنا تهمم بفتح التاء، يقال: تهمم الشيء إذا طلبه.
(¬3) ذكر في اللسان الحشك في القوس بغير هذا المعنى، قال: وحشكت القوس صلبت. قال أبو حنيفة: إذا كانت القوس طروحا ودامت على ذلك فهي حاشك، وأنشد بيتا لساعدة غير هذا البيت. ثم قال بعده: وقوس حاشك وحاشكة إذا كانت مواتية للرامي فيما يريد. وقول الشارح: حشكت بالدّرة، أي حشكت الضرّة بالدرّة، بمعنى حفل الضرع باللبن.
(¬4) كان الأولى أن يقول: كأنها صارت له، أي ثجر الظبات.

الصفحة 231