كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

أَراكٌ وأَثْلٌ قد تَحنَّتْ فُروُعه ... قصارٌ وأُسلوبٌ طِوالٌ محدَّدُ
تحنّت، أي تثنّت. فروعه، أي أغصانه. وأُسلوب: طريقةٌ واحدة [من]. شجرٍ طِوال. ويقال: أَخذ فلان أُسلوبا من الأمر، أي طريقة. ويقال: أَخذ في أُسلوب سُوء، أي في طريقةِ سُوء. فيقول: هو نَبْت، فمنه طِوال، ومنه شجر قِصار ليس بالطوال.
إذا احتَضَر الصِّرمُ الجميعُ فإنّه ... إذا ما أَراحوا حَضْرةَ الدارِ يَنْهَدُ
يقول: إذا أراحوا مواشِيَهم نهَد إليهم. ويقال: نهَد إليهم، إذا نهَض إليهم وانتهى إليهم. وحَضْرةُ الدار: حيث تكون الدار، وهو ما دنا من الدار. ويقال: هو بحضرةِ المسجِد. "وأهل الحِجاز يقولون: هو (¬1) بحضرةِ الدار". وقوله: احتَضَر الصِّرْم، أي أهلُ الدّار أهلُ الِحواءِ قال: الصِّرم الجماعةُ مِن البيوت ليس بالكثِيرة والحِواء: الأبيات الكثِيرة، ثلاثون أو أربعون.
وقاموا قِياما بالفِجاجِ وأَوْصَدوا ... وجاءَ إليهم مُقبِلا يَتورَّدُ
يَتورّد، أي يغشاهم في بيوتِهم. والوَصيد هو الفِناء (¬2). يقول: إذا ما حَضَروا الدارَ نَهَضَ إِليهم وكاَبرَهم.
يقصِّم أَعناقَ المخَاضِ كأنّما ... بمَفْرَجِ لَحْيَيَه الزِّجاج الموتَّدُ
¬__________
(¬1) وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في شرح البيت الآتي بعد؛ وهو خطأ من الناسخ؛ والصواب نقلها إلى هذا الموضع.
(¬2) كان الأولى أن يفسر قول الناس في البيت وأوصدوا أي أغلقوا أبوابهم بدل تفسيره الوصيد بالفناء، إذ لا مقتضى له هنا. وليس هذا من قبيل الاستطراد كما هو ظاهر.

الصفحة 239