وعاديَةٍ تُلقِي الثيابَ كأنّها ... تُيوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانبتارُها (¬1)
عاديةٍ: قَومٍ يَعْدون. والمَحْص: عَدْوٌ شديد .. والانبتار: يَنْبَتِر في عَدْوِه أي يَقطَعُه (¬2) قَطْعا.
سَبَقت (¬3) إذا ما الشمسُ كانت كأنها ... صَلاءةُ طِيبٍ ليِطُها واصفِرارُها
يقول: سبقتَ، يعني نُشيبَةَ (¬4). لِيطُها ها هنا: لونُها حين تصْفرّ.
إذا ما سِراعُ القوِم كانوا كأنهم ... قوافلُ خَيْلٍ جَرْيُها واقْوِرارُها (¬5)
قوله: "كأنهم قوافلُ خيلٍ"، قد قَفَلتْ: يبِستْ. واقورارُها: ضُمهرُها.
إذا ما الخَلاجِيمُ العَلاجِيمُ نَكَّلوا ... وطالَ عليهِمْ حَمْيُها وسُعارُها (¬6)
الخلاجيم العَلاجيم: الطِّوال. وقوله: نكَّلوا، أي جَعلوا ينَكُلون ويَجبُنون.
¬__________
(¬1) يصفه بأنه شديد العدو، فيقول: رب قوم يعدون إلى الغارة فيسقطون ثيابهم من شدة العدو ويشبهون في السرعة تيوس الظباء، قد سبقتهم أنت في ذلك. وروى: "يعافير رمل" مكان قوله: "تيوس ظباء". وروى: "قوافل خيل". والقوافل: الضوامر.
(¬2) فسر قوله: "وانبتارها" أيضًا بأن هذه العادية تنبتر من الخيل فتسبق وتمضى.
(¬3) كذا في نسختي الديوان الأوربية والمخطوطة. والذي في الأصل: "كأن الشمس" وهو لا يستقيم مع بقية الشطر، وروى في النسختين السابق ذكرهما "آضت"، أي صارت مكان قوله: "كانت". وفي رواية "لونها" مكان قوله: "ليطها". ومؤدى الروايتين واحد. وصلاءة الطيب وصلايته: حجر عريض يدق عليه. يقول: إنه يسبق تلك العادية إذا عدوا للغارة حين تصفر الشمس وتميل للغروب. وإنما خص هذا الوقت لأن الغارة فيه أستر وأخفى.
(¬4) كذا في شرح السكري. والذي في الأصل: "نفسه"؛ وهو تحريف.
(¬5) لم يرو الأصمعي هذا البيت. وروى مكانه البيت الذي بعده وجعله آخر القصيدة.
(¬6) روى السكري هذا البيت بعد قوله السابق في هذه القصيدة: "وذلك مشبوح الذراعين" الخ البيت. وذكر أن ابن حبيب روى فيه: "أحجمت" مكان قوله: "نكلوا". قال: وهو أجود. وفي رواية: "ضرسها" مكان قوله: "حميها". وقد وردت هذه الرواية في اللسان أيضًا مادة "علجم". وروى في الأصل أيضا: "جمعها". وسعارها، أي حرّها والتهابها.