كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

فهُنّ كعِقْبان "الشُّرَيفِ" (¬1) جَوانحٌ ... وهم فوقَها مُسْتَلْئِمُو حَلَقِ الجَدْلِ
قوله: "فهنّ"، يعني الخيلَ كعِقْبان الشُّرَيْف. جَوانحٌ: قد أَكببن في السير. والجنُوحُ: دنوّ الصدر من الأرض، ومنه يقال: "جنَحت السفينةُ"، إذا لزمت الأرضَ. قوله: وهم فَوْقَها، أي فوق الخيل. والجَدْل: المجدولة (¬2) من الدروع.
مَنايَا يُقَرِّبْن الحُتوفَ لأهلِها ... جِهارا ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجَبلِ (¬3)
قوله: "يَستَمْتِعْن"، يعني المنايا، فإنّ الناس يصيرون لها مُتْعةً تأكلهم. والجَبْل: الكثير.
ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لرِجْلِها ... فخرَّتْ كما تتَّابَعُ الرِّيحُ بالقَفلِ (¬4)
قوله: "ومُفْرِهةٍ"، يعني ناقةً تأتي بأولادها فَوارِهَ. وعَنْسٍ: شديدةٍ. قدَرْتُ لرِجْلها، أي هَيّأتُ وضَرَبتُ رِجلَها فخرّت لمّا عَرْقَبتُها. "كما تتّابَعُ الرِّيحُ بالقَفْل".
¬__________
(¬1) الشريف: ماء لبني نمير تنسب إليه العقبان. وقيل: إنه سرة بنجد. شبه الخيل بعقبان هذا المكان في سرعتها. وفي اللسان مادة (جدل): "كعقبان الشريج" ولم نجد في المواضع التي تسمي الشريج موضعا تنسب إليه العقبان.
(¬2) في شرح السكري أن الجدلاء من الدروع تكون إذا استدار حلقها ولم يكن أفطح.
(¬3) في رواية: "قديما" مكان قوله: "جهارا". والأنس بالتحريك: أهل المحلّ، قاله في اللسان مستشهدا بهذا البيت، كما أورده في مادة "جبل" أيضا ضابطا الجبل بكسر فسكون وبضم الجيم أيضا ضبطا بالعبارة.
(¬4) يشير بهذا البيت والذى بعده إلي كرمه، وأنه يعرقب ما عز عليه وكرم عنده من النياق ذوات الأولاد الفواره. فيذهب بها سيفه كما تذهب الريح بيبيس النبت. وروى: "لساقها" مكان قوله: "لرجلها". وروى: "تتايع" بالياء المثناة مكان الباء الموحدة، أي مثلما تذهب بيبيس الشجر وتمضي به. قاله الأخفش.

الصفحة 38