كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

قوله: "مُذَكَّرة" يعني ناقةً خِلقَتُها خِلْقة الفَحل. "هادِيَة الضَّحل": صَخرةٌ في مُقَدَّم الماء. والضَّحْل: الماء الرقيق.
سُلافةُ راحٍ ضُمِّنَتها إِداوةٌ ... مُقيرَّةُ رِدْفٌ لآخِرةِ الرَّحْلِ (¬1)
تَزَوَّدَها من أهلِ "مصرٍ" و"غَزَّةٍ" ... علي جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيلِ والكِفْلِ (¬2)
ويُروَى "مِنْ أَهْلِ بُصْرَى (¬3) وغَزَّةٍ". قولُه: "مَرفوعةِ الذَّيلِ"، يريد على ناقةٍ مشِّمرةٍ (¬4). وجَسْرَةٍ: جسيمةٍ. وقال الأصمعيّ: ماضيةٍ، وهي التي تَجسُر علي كلّ شيء. وغَزّة: مدينة بالشأم.
فوافَى بها "عُسْفانَ" (5) ثُمّ أَتَي بها ... "مَجَنّةَ" (¬5) تَصفو في القِلالِ ولا تَغلِي
فَرَّوحَها (¬6) مِن "ذي المَجازِ" (5) "عَشِيّةً" ... يُبادِر اولىَ السابقاتِ إلى "الحَبْلِ"
¬__________
(¬1) مقيرة، أي طليت بالقار.
(¬2) الكفل: من مراكب الرجال، وهو كساء يعقد طرفاه ويلقى مقدّمه علي كاهل البعير، ومؤخره مما يلي العجز. يقول: إن تلك الخمر قد جاء بها رجل من أهل هذا البلد المذكور وحملها على ناقة جسيمة مشمرة في سيرها.
(¬3) بصرى: بلد بالشأم من أعمال دمشق.
(¬4) يشير الشارح بهذا التفسير إلى أن ذكر الذيل هنا على طريق المثل. والمراد أنها ناقة مشمرة في السير ماضية فيه، كما يؤخذ من كلام السكريّ.
(¬5) نقل ياقوت عن السكري أن (عسفان) على مرحلتين من مكة على طريق المدينة، كما ذكر أن (مجنة) عند عرفة، واستشهد بأبيات أبي ذؤيب هذه. و"ذو المجاز": موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب، على فرسخ من عرفة. ويشير الشاعر بهذين البيتين إلى تنقل هذا التاجر بخمره بين تلك المواضع التي كانت أسواقا للعرب ومواسم لهم في الجاهلية.
(¬6) في رواية: "فراح بها".

الصفحة 40