فرَوَّحَها: يريد راح بها. "من ذي المجاز": موسمٌ كان للناس في الجاهليّة. قوله: * يُبادِر أُولى السابِقاتِ إلى الحَبلِ * أي يُبادر الّذين يَقِفونُ "بعرفة" حتي يبيعَ خَمْرَه، "والحَبْل": حَبل عَرَفة. (¬1)
فجئنَ (¬2) وجاءت بينهنَّ وإنه ... ليَمسَحُ ذِفراها تَزَغَّمُ كالفَحْلِ
يَمْسحُ ذِفْراها صاحبُها، أي يَمْسَحه من العَرَق، والذِّفرَيانِ: ما عن يمين نُقرَة القَفا وشِمالِها. وتَزغَّمُ: تُصوّتُ.
فجاء بها كَيْما يُوافِيَ حِجّةً ... نديمُ كِرامٍ غيرُ نِكْسٍ ولا وَغْلِ (¬3)
النِّكْس: الجبَان الضعيف. والوَغْل: الّذي يَدخل (¬4) في القوم وليس منهم.
فبات "بجَمعٍ" ثُمّ تمَّ (¬5) إلى "مِنًى" ... فَأَصْبَحَ رَأْدًا يبتغي المِزْجَ بالسَّحْلِ
قوله: "بجَمع" يعنى المُزْدَلِفَة. ثمّ تمّ إلى مِنًى. وأَصبَحَ رَأْدًا، يعنى رائدا: طالبا. يبتغى المزْجَ، يعنى العَسَل. بالسَّحْلِ، يعنى نَقْدَ الدراهم، يقال: سَحلَه مائةَ سَوْطٍ أي عجّل له ذلك.
¬__________
(¬1) في كتب اللغة أن الحبل اسم عرفة. قال نصر: يقولون مرة "الحبل" ومرة: "حبل عرفة".
(¬2) يقول: فجاءت تلك الرواحل بما يحملنه من الخمر، وجاءت تلك الناقة بينهن وهي تصيح صياح الفحل من النشاط والحدّة، وصاحبها يمسح ذفراها من العرق تسكينا لها. وفي رواية: "فجاء وجاءت".
(¬3) في رواية: "كيما يوفّى حجّه".
(¬4) عبارة بعض اللغويين في تفسير الوغل والواغل أنه الذي يدخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه إليه أو ينفق معهم مثل ما أنفقوا.
(¬5) في رواية.: "آب" مكان قوله: "تمّ".