كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

فما إنْ (¬1) هما في صَحفةٍ بارقِيَّةٍ ... جَديدٍ أُرِقَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ
بارقيّة، يقول: عُمِلتْ ببارِق (¬2).
بأطيبَ مِن فيها إذا جئتُ طارقا ... ولم يتبين ساطعُ الأُفُقِ المُجلي (¬3)
الأفُق المُجلِى: يقال: أَجْلى، إذا انكَشَف.
إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رأسَهُ ... وأَمْكَنهَ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ (¬4)
الهَدَفُ: الثقيل الوخِم. والمِعْزاب: الذي قد عَزَبَ بإبلهِ. صَوّبَ رأسَه أي أَمكنه (¬5) اتساعٌ من المال، أي نام عليه وسكن على ذلك، والثَّلة: الغَنم. والخُطل (¬6): الطِّوال الآذان.
¬__________
(¬1) هما، أي الخمر والعسل.
(¬2) ذكر صاحب اللسان أن "بارقا" موضع تنسب إليه الصحاف، ولم يعينه، وذكر ياقوت عدّة مواضع بهذا الاسم ولم يذكر من بينها موضعا تنسب إليه الصحاف.
(¬3) يقول: ما الخمر مع العسل بأطيب من ريقها إذا طرقتها والضوء لم ينكشف؛ يريد وقت السحر؛ لأنه وقت تتغير فيه الأفواه.
(¬4) في رواية "المعزال" مكان قوله "المعزاب". والمعزال: الذي يرعى ماشيته بمعزل عن الناس. وفي رواية: "وأعجبه ضفو". يصف امرأ نؤوما وخما أمكنته كثرة ماله وسعة نعمته فنام علي ذلك وقعد عن معالي الأمور.
(¬5) يلاحظ أن قوله: "أمكنه اتساع من المال" تفسير لقوله بعد: "وأمكنه ضفو" الخ، لا لقوله: "صوّب رأسه" كما يفيده كلامه، وكان الأولى أن توضع العبارة التي بعدها مكانها، إذ هي تفسير قوله: "صوّب رأسه".
(¬6) نقل السكري عن بعضهم في تفسير الخطل أيضا أنها الكثيرة الأصوات.

الصفحة 43