وقال أبو ذؤيب -رحمه الله تعالى- (¬1)
وَيْلُ أمِّ قَتلَي فُوَيْقَ القاعِ مِنْ "عُشَرٍ" ... مِنْ "آلِ عُجْرةَ" أَمسَى جَدُّهُمْ هُصِرَا (¬2)
عُجْرةُ: من هُذَيل. قوله: جَدُّهم، أي حَظُّهُمْ. والقاع: الأرضُ المستوية وطينتها حُرّة.
كانت أرِبَّتَهمْ (¬3) "بَهزٌ" وغَرَّهم ... عَقْدُ الجِوارِ وكانوا مَعْشَرًا غُدُرا
أربّتهم: جماعةُ رِباب، والرِّبابُ: عَقْدٌ وذِمّةٌ. وبَهزٌ (¬4): من بني سُلَيم.
كانوا (¬5) مَلاوِثَ فاحتاجَ الصديُق لهمْ ... فَقْدَ البلادِ -إذا ما تُمحِلُ- المَطَرا
قوله: مَلاوث، أي ملاجيء يُلجأ إليهم ويُلاثُ بهم ويُطلَب معروفُهم. فاحتاج الصديقُ لهم، أي احتاج صديقُهم لمّا هلَكوا، كفقد البلاد المطرَ إذا ما تُمحِل.
لا تأمَنَنَّ "زُبَالِيًّا" (¬6) بذِمَّتهِ ... إذا تَقَنَّعَ ثَوبَ الغَدْرِ وأتَزَرا
¬__________
(¬1) لم ترد هذه الأبيات الأربعة في النسخة التي بين أيدينا من شرح السكرى لديوان أبي ذؤيب.
(¬2) ويل أمّ: كلمة يراد بها التفجع على هؤلاء القتلى. وعشر: شعب لهذيل يصب من "داءة" وهو اسم جبل يحجز بين نخلتين الشآمية واليمانية من نواحي مكة. وضبط في الأصل قوله: "عجرة" بفتح العين. وقد ضبطناه بالضم نقلا عن القاموس وشرحه.
(¬3) كانت أربتهم، أي كان ذوي أربتهم، أي الذين تعاهدوا معهم، قاله ابن برّى.
(¬4) هم بنو بهز بن امرئ القيس ابن بهثة بن سليم.
(¬5) كانوا أي هؤلاء القتلى. وروى في اللسان: "ملاويث" بزيادة الياء. قال ابن سيدة: إنما ألحق الياء لإتمام الجزء، ولو تركه لغنى عنه.
(¬6) زباليّ: نسبة إلى زبالة بن تميم، وهو أخو عمرو بن تميم. قال ابن الأعرابي: لهم عدد وليسوا بكثير.