كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

في صحاحه: "المرَيع: الخصيب، والجمع أمرُع (¬1) وأمراع، مثل يمين وأيْمُن وأَيْمان قال أبو ذؤيب: أَكَلَ الجَميمَ" الخ.
بقَرارِ قِيعانٍ (¬2) سَقاها وابِلٌ ... واهٍ فأَثْجَمَ بُرْهَةً يُقْلِعُ
فَلبِثْنَ (¬3) حِينًا يَعْتَلِجنَ برَوْضَةٍ ... فيَجِدُّ حِينًا في العِلاجِ ويَشْمَعُ
يَشْمَع. يلعب. وامرأة شَمُوع: لَعوب ضحوك مزّاحة.
حتى إذا جزَرَتْ مياهُ رُزُونِه ... وبأيِّ حين مِلاوَةٍ تتقطّعُ
جَزَرَتْ. نَقَصَتْ. ورُزُونُه: أماكن مرتفعة. وحَزّ (¬4) مِلاوةٍ، أي حين دهر.
ذَكر الورودُ بها وشاقَى (¬5) أمْرَه ... شؤمٌ وأقبل حَيْنُه يتتبّعُ
فافتنهنّ (¬6) من السَّواء، وماؤه ... بَثْرٌ وعانده طريقٌ مَهْيَعُ
¬__________
(¬1) قال ابن بري: لا يصح أن يجمع مريع على أمرع؛ لأن فعيلا لا يجمع على أفعل إلا إذا كان مؤنثا نحو يمين وأيمن.
(¬2) القيعان: مناقع الماء في حر الطين، الواحد قاع. وقال ابن الأنباري: القاع القطعة من الأرض الصلبة الطيبة الطين. وروى: "صيّف" مكان قوله: "وابل". والصيّف: مطر الصيف. وروى في الأصل أيضًا "صيّب". "وواه"، كأنه منشق متخرق من شدّة انصبابه. وروى في الأصل أيضًا "غدق". "وأثجم": أسرع بالمطر.
(¬3) "فلبثن"، أي الأتن. ويعتلجن: يتضاربن ويعضّ بعضهن بعضا. ويشير بهذا البيت إلى نشاطهن وشدّة فرحهن بما يرعينه من خصب.
(¬4) "حزّ ملاوة": رواية الأصمعي. ويلاحظ أنه فسره ما لم يذكر في البيت هنا وإن كان كلاهما بمعنى واحد. وهو في هذا الشطر يتعجب من شدّة الحرّ وانقطاع الماء حين لا صبر للحمير عنها.
(¬5) شاقى أمره مشاقاة: مفاعلة من الشقاء. وروى في الأصل أيضا: "وأجمع أمره" كما روى "شؤما" بالنصب. والحين بفتح الخاء: الهلاك، روى بالنصب أيضًا على أنه مفعول "يتتبع"، أي أقبل الحمار يتتبع أسباب هلاكه.
(¬6) في رواية: "فاحتطهن". وفي أخرى واردة في الأصل أيضا "فاحتثهنّ".

الصفحة 5