كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

ضاحِيَةٌ للشمس: ظاهرة. قِرْواح: ليس فيها مستظَلٌّ ولا شيءٌ، ويقال للأرض المستَوِية: قِرْواحٌ وقَروَح (¬1).
قد ظَلْتُ فيها مَعِي شُعْثٌ كأنهُم ... إذا يُشَبُّ سَعِيرُ الحَرْبِ أَرْماحُ (¬2)
لا يَستظِلُّ أخوها وهو مُعْتَجِرٌ (¬3) ... لرَيْدِها مِنْ سَمومِ الصَّيْفِ مُلْتاحُ
"لا يَستظِلُّ أخوها" يريد: أخا هذه المَرقَبةِ. وهو مُعْتَجِرٌ بعِمامته. والرَّيْد: ما بَدَرَ (¬4) من هذه المَرْقَبة. ومُلْتاج: متغيّرٌ لونُه قد غيّرتْه السَّموم.
وقال أبو ذؤيب (¬5) -رحمه الله تعالى-
صَبا صَبْوةً بل لَجَّ وهو لَجوجُ ... وزالت لها "بالأنعَمَيْنِ" حُدُوجُ (¬6)
كما زالَ نَخلٌ "بالعِراقِ" مُكَمِّمٌ ... أُمِرَّ له مِن "ذي الفُراتِ" خَليجُ (¬7)
¬__________
(¬1) لم نجد في شرح القاموس ولا في اللسان ولا في الأساس لفظ "قروح" بدون ألف بعد الواو بهذا المعنى الذي ذكره. والذي وجدناه عدا القرواح: القرياح.
(¬2) يصف أصحابه الذين معه في هذه المرقبة بأنهم شعث: جمع أشعث، وهو الذي تلبد شعره واغبر ولم يدّهن؛ يريد أن أصحابه غير مترفين لكثرة ما يمارسون الغارات، فلا يفرغون إلى التزين وترجيل رؤوسهم.
(¬3) الاعتجار: لف العمامة على الرأس من غير إدارة تحت الحنك.
(¬4) عبارة بعض اللغويين "الريد": الحرف الناتيء في الجبل.
(¬5) لم يرو الأصمعي خمسة أبيات من أوّل القصيدة. ووردت في الأصل في هامش النسخة؛ وكتب بعد البيت الخامس منها: "من رواية العين".
(¬6) الأنعمان: واديان ذكرهما
ياقوت ولم يعين موضعهما. والحدوج: جمع حدج بكسر الحاء، وهو الهودج يشدّ فوق القتب حتى يشدّ على البعير شدّا واحدا بجميع أداته؛ وهو مركب للنساء.
(¬7) المكمم من النخل: ما أخرج أكمامه، جمع كم بكسر الكاف، وهو وعاء الطلع. شبه الهوادج المرفوعة على الرواحل بنخل أخرج أكمامه.

الصفحة 50