فإِنّكَ -عَمْرِى- أيَّ نظرةِ عاشقٍ ... نظرتَ "وقُدْسٌ" دوننا "ودَجُوجُ" (¬1)
إلى ظُعُنٍ كالدَّومِ فيها تَزايُلٌ ... وهِزّةُ أَجْمالٍ لهنّ وَسِيجُ (¬2)
غَدَوْنَ عُجَالَى وانتحَتهُنَّ "خَزْرَجٌ" ... مُعَفِّيَةٌ آثارَهُنّ هَدُوج (¬3)
سَقَى "أُمَّ عَمْرٍو" كلَّ آخِرِ ليلةٍ ... حَناتِمُ سُودٌ ماؤهُنّ ثَجِيجُ (¬4)
حَناتِم: يعني السحابَ في سَوادِه. والحَنتَم: الجَرَّة الخَضراء (¬5). وثَجِيج: سائل.
تَرَوّتْ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَنَصّبَتْ ... على حَبَشِيّاتٍ لهنّ نَئيجُ (¬6)
¬__________
(¬1) قدس: جبل عظيم بنجد. ودجوج: رمل مسيرة يومين إلى دون تيماء بيوم. ذكره ياقوت وذكر شعر أبي ذؤيب هذا.
(¬2) الوسيج: ضرب من سير الإبل، وهو مشي سريع. والذي في الأصل: هجيج، ولم نجد من معانيه ما يناسب سياق البيت. وما أثبتناه عن ديوان أبي ذؤيب المطبوع في أوربا.
(¬3) الخزرج من نعت الريح. قال ابن سيدة: هي ريح الجنوب. والهدوج: الريح التي في صوتها حنين. وفي الأصل: "مقفية" بالقاف مكان قوله: "معفية" بالعين المهملة.
(¬4) من هنا تبتدئ رواية الأصمعي. وروى في اللسان "في مادتي (ثجج) و (حنتم) ": "سحم" مكان: "سود" وكلا اللفظين بمعنى واحد. وقال: ومعني "كل آخر ليلة": أبدا. وذكر السكرى نحو هذا المعنى، فقال: قوله: "كل آخر ليلة" هذا مثل قوله: لا أكلمك آخر الليالى؛ ومعناه لا أكلمك ما بقى من الزمان ليلة أبدا.
(¬5) قال السكرى بعد تفسير الحناتم بما يوافق ما هنا: شبه بها، أي بالحناتم، السحاب الأسود. والأخضر عند العرب الأسود؛ ويقال للسحاب إذا كان ريان: "أسود كأنه الحنتم" اهـ.
(¬6) يقول: إن تلك الحناتم، (وهي الجرار) قد تروّت من ماء البحر، ثم ارتفعت على سحائب سود لهن نئيج، أي مر سريع مع صوت.