وقال أبو ذؤيب (¬1) رحمه الله تعالى
يا بَيْتَ (¬2) "خَثْمَاءَ" الذي يُتَحَبَّبُ ... ذهبَ الشبابُ وحُبُّها لا يَذْهَبُ
ويُروَى "يا بيتَ دَهْمَاءَ".
ما لي أَحِنُّ إِذا جِمالُكِ قُرِّبت ... وأصُدُّ عنكِ وأنتِ مِنِّي أقرَبُ
يقول: أَصُدُّ عنكِ كراهية أن يقول الناس فيّ وفيكِ.
للِّهِ دَرُّكِ هل لَدَيْكِ مُعوَّلٌ ... لِمُكَلَّفٍ أم هل لوُدِّكِ مَطْلَبُ
للِّهِ دَرُّكِ أي للِّهِ خَيْرُكِ. والمعوَّل: المَحْمِل، يقال: ما عليه معوَّلٌ، أي مَحمِلٌ.
تَدْعو الحَمامَةُ شَجْوَها فتَهِيجُنِي ... ويَرُوحُ عازِبُ شَوْقِي المتأوِّبُ (¬3)
"عازِبُ شوقى"، أي كان قد عَزَبَ ثمّ راح (¬4).
وأرَى البِلادَ إذا سَكَنْتِ بغَيْرِها ... جَدْبًا وإن كانت تُطَلُّ وتُخْصَبُ
قولهُ: "تُطَلُّ"، أي يصيبُها الطَّلُّ.
وَيُحلُّ أَهْلِي بالمكانِ فلَا أرَى ... طرفِي بغيرِكِ (¬5) مَرَّةً يتقلَّبُ
¬__________
(¬1) لم يعرف هذه القصيدة أبو سعيد الأصمعي. وقال خالد بن كلثوم: هي لرجل من خزاعة. وقال الزبير: هي لابن أبي دبا كل كما في شرح السكريّ.
(¬2) في الأصل: "با بنت"؛ وهو تحريف.
وفي رواية: "سوداء" مكان قوله: "خثماء". وفي رواية: "أتجنب" مكان قوله: "يتحبب".
(¬3) الشجو: الحزن. والمتأوّب: الذي يرجع بالليل.
(¬4) عزب ثم راح، أي غاب ثم رجع.
(¬5) في الأصل: "لغيرك" وما أثبتناه عن شرح السكري.