على الرَّماد بعُوذٍ قد عَطَفَتْ على وَلَد. أَحْزَى لها: أَشَرف لها. بمَصْدَرةِ الماء: حيثُ يُصْدَرُ عن الماء. ورأمٌ: وَلَد. رَذِىّ، أي مُلْقًى ضعيف.
فهُنَّ عُكوفٌ كنَوحِ الكَريـ ... مِ قد لاح (¬1) أكبادَهنّ الهَوِيُّ
العُودُ (¬2): التي عَكَفْن على الرَّأمِ أي الوَلَدِ، كما يَعْكُفُ النَّوْحُ على المَيّت. قد لاحَ أكبادَهنّ، أي هَرَتَ (¬3) أكبادَهنّ من الحُزْن. هَوَى يَهوِي: إذا هَلَكَ (¬4).
وأنْسَى "نُشيْبةَ" والجاهلُ الـ ... ـمُغَمَّرُ يَحسَبُ أنِّي نَسِيُّ
يريد: لا أَنْسَي "نُشيْبةَ" (¬5). والمغمَّر: الذي لم يُجرِّب الأمور.
يَسُرُّ الصَّديَق ويَنْكِي العُدوَّ ... ومِردَى حُروبٍ رَضِىُّ نَدِيُّ (¬6)
على حِينِ أنْ تَمَّ فيه الثَّلا ... ثُ: حَدٌّ (¬7) وَجُودٌ ولُبٌّ رَخيُّ
حَدٌّ: بأسٌ. وَجُودٌ: إعْطاء. ولُبٌّ رَخِيّ: صَدْرٌ واسع.
¬__________
(¬1) في رواية: "قد شفّ" مكان قوله: "قد لاح". والنوح: النساء يجتمعن للحزن.
(¬2) يفيد كلام الشارح هنا أن قوله: "فهن عكوف" يعود على العوذ، وهذا أحد وجهين في تفسير هذا البيت. وذكر بعضهم أنه يعود على سفع الخدود، وهي الأثافى. يقول: إن تلك الأثافى عكوف في الدار كما تعكف النوائح على الميت الكريم عليهن.
(¬3) هرت أكبادهن: أنضجها.
(¬4) فسر في اللسان مادة "هوى" الهوى بفتح الهاء وتشديد الياء بمعنى المهوى، وأنشد بيت أبي ذؤيب هذا؛ أي لاح أكبادهن فقد من يهويه.
(¬5) قد سبق التعريف بنشيبة هذا الذي يرئيه
أبو ذؤيب في حاشية كتبناها في أوَّل القصيدة الثانية من هذا الديوان.
(¬6) يلاحظ أن هذا البيت قد كتب على هامش الأصل، ولم يرد في صلبه ولا في النسختين الأوربية ولا المخطوطة من ديوان أبي ذؤيب. والمردي: الحجر الذي لا يكاد الرجل القوي يرفعه بيده، تكسر به الحجارة، ومنه قليل للشجاع: إنه لمردي حروب؛ لأنه يرمي الخصوم ببأسه. والنديّ: الجواد.
(¬7) في رواية "بأس" مكان قوله "حدّ". وفي رواية: "حزم".