ومِنْ خَيرِ مَا عَمِلَ (¬1) الناشئُ الـ ... ـمُعَمَّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِيُّ
المعمَّم: المقلَّد في الأَمْر (¬2). والخِيرُ: الكَرَم، وهو مَصْدَر الخَيْر. وزَنْدٌ وَرِيّ أي معروفٌ ظاهر (¬3).
وصبرٌ على حَدَثِ النائباتِ (¬4) ... وحِلمٌ رزينٌ وقلبٌ ذكيٌّ
* * *
وقال أبو ذؤيب (¬5) رحمه الله تعالى
جَمالَكَ أيّها القَلْبُ القَريحُ ... سَتَلْقَى مَنْ تُحِبٌّ فتَسْتَرِيحُ
قولُه: جمالَكَ، أي تجمَّل.
نَهَيْتُكَ عن طِلابِكَ "أمَّ عَمرٍو" ... بعاقِبَةٍ (¬6) وأنتَ إذٍ صَحِيحُ
بعاقبةٍ، يريد: بثَباتٍ (¬7) في آخِرِ الزمان، أراد وأنتَ إذْ ذاك (¬8)، فنَوَّنَ.
¬__________
(¬1) في رواية: "جمع".
(¬2) عبارة اللسان وشرح السكري: المعمم السيد الذي يقلده القوم أمورهم؛ ويلجأ إليه العوام.
(¬3) عبارة السكري في شرح قوله: "وزند ورىّ": يكون زنده واريا ظاهرا إذا قدح أورى، وإنما هو من الكرم ليس من قدح النار. وزند ورىّ: إذا أسرع إخراج النار.
(¬4) في رواية: "على نائبات الأمور".
(¬5) لم ترد هذه الأبيات التسعة في النسخة التي بين أيدينا من شرح السكرى على ديوان أبي ذؤيب.
(¬6) في مغنى اللبيب في الكلام على "إذ" والسان في تفسير "إذ وإذن": "بعافية" مكان قوله: "بعاقبة". وذكر الدمامينيّ في تفسير هذه الرواية أن الجار والمجرور حال من الكاف في "نهبتك" أو الكاف في "طلابك"، أي نهيتك حال كونك بعافية. وفي اللسان مادة "شلل" "بعاقبة" كما هنا.
(¬7) كذا وردت هذه العبارة في الأصل وهي غير واضحة. وقد ذكر المرزوقي في تفسير قوله: "بعاقبة" عدّة وجوه، منها أن المعنى نهيتك بعقب ما طلبتها، أي لما طلبتها زجرتك عن قريب. قال: وهذا أقرب الوجوه في نفسي. والعرب تقول: "تغير فلان بعاقبة" أي عن قريب. وفسرها بعضهم بأنه يريد آخر الشأن اهـ ملخصا من خزانة الأدب ج 3 ص 150، 151.
(¬8) صواب العبارة "وأنت إذ الأمر ذاك" كما ذكر البغدادي في الخزانة ج 3 ص 147. وروى "وأنت إذا"؛ والتنوين في كلتا الروايتين تنوين عوض.