كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

فقلتُ: تَجَنَّبن سُخْطَ ابنِ عَمٍّ ... ومَطْلَبَ شُلَّةٍ ونَوًى طَرُوحُ (¬1)
الشُّلّة: البعد (¬2). والطَّرُوح: النَّوَى البعيدة.
وما إنْ فَضْلةٌ مِنْ "أَذْرِعاتٍ" ... كعيْنِ الدِّيكِ أحْصَنهَا الصُّرُوحُ (¬3)
وما إن فَضْلةٌ، يعني الخمْرَ. والصُّروح: القُصور، واحدها صَرْح.
مُصفَّقةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ ... شآميةٌ إذا جُلِيَتْ مَرُوحُ
قوله: "مُصَفَّقة"، وهي أن تُحَوَّلَ مِن إناءٍ إلى إناءٍ كأنّه مِزاجٌ لها. عُقار: لازَمَت العقلَ والدَّنَّ؛ يقال: فلانٌ يُعاقر الشرابَ، أي يلازمُه. ومَروح: لها سَورَةٌ في الرأس ومِراح (¬4).
إذا فُضَّت خواتِمها وفُكَّتْ ... يقال لهما: دَمُ الوَدَجِ (¬5) الذَّبيحُ
الذَّبِيح: أصلُه المَشْقوق، وإنّما الذَّبيح الوَدَجُ (¬6)، والعرَبُ تقول هذا له.
ولا مُتَحَيِّرٌ باتت عليه ... ببَلقَعَةٍ يَمانِيَة تَفُوحُ
متحَيِّر: ماءٌ قد تَحيَّر من كثرته فليست له جهةٌ يمضي فيها. ويمانيةٌ، يعني رِيحا.
¬__________
(¬1) قال المرزُوقي في توجيه الرفع في قوله: "طروح": كأنه أراد ونوى طروح ذاك، انظر خزانة الأدب ج 3 ص 151. وفي رواية: "وهي الطروح". وروى الأخفش: "سخط ابن عمرو".
(¬2) فسر الشلة في اللسان بأنها الأمر البعيد تطلبه. وهو أظهر في المعنى. وأنشد بيت أبي ذؤيب هذا.
(¬3) أذرعات: بلد في أطراف الشأم يجاور أرض البلقاء وعمان، كانت الخمر تنسب إليه.
(¬4) زاد في اللسان: "يمرح من يشربها".
(¬5) الودج: عرق في العنق، وهما ودجان.
(¬6) عبارة اللسان في تفسير الذبيح في هذا البيت نقلا عن الفارسي: أراد المذبوح عنه، أي المشقوق من أجله اهـ وألجأه إلى هذا التأويل تصحيح وصف الدم بأنه ذبيح.

الصفحة 69