خِلافَ مَصابِ بارِقَةٍ هَطُولٍ * مُخالِطِ مائِها خَصَرٌ ورِيحُ
خِلافَ مَصاب، أي بَعْد مَصابِ بارقةٍ. والبارقة: السّحابة فيها بَرْق.
وهَطُول: تَهْطِل. مُخالطِ مائِها، أي خالَطَ ماءها بَرْدٌ ورِيح.
بأَطْيَبَ مِنْ مُقَبَّلِها إذا ما ... دَنا العيُّوقُ (¬1) واْكْتَتَمَ النُّبوُحُ
أراد: وما فَضْلةٌ (¬2) بأطيَبَ مِنْ فيها ومقبَّلِها. والنُّبوح: أصْواتُ الناس وجَلَبَةُ الحيِّ وأصواتُ الكِلاب. إذا ما دنا العَيُّوق: وهذا في وقتٍ قد عَرَفه؛ لأنّ الأَفْواه تتغيّر إذا ذهب من الليلِ هَدِئٌ. فيقول: هي في هذا الوقت طيبةُ الفم.
في النسخة: اكتتمَ (3)، وفي التخريج عن أبي إسحاق: اكتَتَم (¬3).
* * *
وقال أبو ذؤيب رحمه الله تعالى
أبِالصُّرْمِ مِنْ أَسْمَاءَ حَدَّثَكَ الذِي ... جَرَى بَيْتَنا يومَ استقَلَّتْ رِكَابُها؟ (¬4)
يقول: أبهذا حدَّثكَ الذي جَرى؟
زَجرْتَ لها طَيرَ السَّنيحِ فإِنْ تُصِبْ ... هَواكَ الّذى تَهوَى يُصُبكَ اجتِنابُها (¬5)
¬__________
(¬1) العبوق: كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا في ناحية الشمال.
(¬2) وما فضلة، يريد الخمر التي سبق وصفها.
(¬3) لعل الفرق بين الروايتين البناء للفاعل في إحداهما وللمجهول في الأخرى. أو لعل إحداهما اكتتم والأخرى انكتم.
(¬4) في رواية: "خبرك". ويريد بقوله: "الذي جرى بيننا" السانح من الطير ونحوها، وهو ما ولاك ميامنه حين يمرّ بك. واستقلت ركابها أي احتملت رواحلها.
(¬5) في رواية: "زجرت لها طير الشمال فإن تكن" الخ. يقول: إن صدق هذا الطير الذي يمر من جهة الشمال فإنه سيصيبك اجتناب من تحب.