كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

نَهاهُمْ ثابتٌ عنه فقالوا ... تُعَيِّبُنا العَشَائرُ لو يَؤوبُ (¬1)
قال أبو سعيد: ثابت هو تَأَبَّطَ شَرّا (¬2).
على أنّ الفَتَى الخُثَمِيَّ سَلَّى ... بنَصْلِ السَّيْفِ حاجَةَ مَنْ يغَيبُ (¬3)
حاجةَ من يَغيب، يقول: قاتَلَ قِتالا أَذهَبَ مَقالةَ مَنْ غاب، لا يقال: عاشَ ذليلا ومات ضائعا.
وقال: تَعلَّموا أَنْ لا صَرِيخٌ ... فأُسْمِعَه ولا مَنْجًى قَرِيبٌ (¬4)
وأنْ لا غَوْثَ إلّا مُرْهَفاتٌ ... مُسألاتٌ وذو رُبَدٍ خَشِيبُ (¬5)
مُرهَفات: قد أُرْهِفتْ ورُقِّقَتْ وحُدّدتْ. ومُسالات: طوال (¬6)، وإنّما يصف سِهاما. وذوُ رُبَد، يعني سَيْفا، يريد أَثْرَه وفِرِنْدَه الّذي تراه كالوَشْي فيه. والرُّبْدة:
¬__________
(¬1) في رواية "تعنفنا المعاشر". يقول: إن عشائرهم توبخهم وتلومهم لو أفلت حبيب هذا من القتل ورجع إلى قومه.
(¬2) تأبط شرا: هو ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي.
(¬3) في رواية: "غيبة" مكان قوله: "حاجة". والفتى الخثمي، هو حبيب المرئي، نسبة إلى بني خثيم من هذيل، وهو خثيم بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
(¬4) وقال أي حبيب هذا الذي يرثيه. والصريخ هنا بمعنى المغيث، مثل قدير وقادر. يريد أنه قال: اعلموا أنه ليس لي في هذا الموطن صريخ، أي مغيث أستصرخ به وأسمعه استغاثتي، ولا منجى مما أنا فيه ولا غوث إلا السهام والسيف.
(¬5) في رواية: "مسيّرة" من قوله: "مسالات". ومسيّرة، أي سهام فيها خطوط تشبه السيور.
(¬6) هو من قولهم: أسال غرار النصل، إذا طوّله وأتمه. وكان الأولى أن يقول: مسالات مطوّلات على صيغة اسم المفعول في التفسير كما هو في المفسر.

الصفحة 96