كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

السواد. ويقال: سَيْفٌ أَرْبَد لكَثْرة فِرِنْدِه. وقوله (¬1): "في مَتْنِه رُبَد"، أي لُمَع. والخَشِيب: الصِّقِيل، وهو الّذي بُدئَ طَبْعُه، ثم صار عندهم كُلُّ صَقيلٍ خَشِيبا.
والمُسألَةُ: الطويلةُ النِّصالِ.

فإِنَّكَ إنْ تُنازِلْنِي تُنازَلْ ... فلا تَكْذِبْكَ بالمَوْتِ الكَذُوُبُ (¬2)
يريد: فلا تَكْذِبْك نَفْسُك وهي الكَذوب؛ ومِثلهُ قولُ العَبْدِيّ:

فأَقْبَلَ نَحْوِي علي قُدْرَةٍ ... فلمّا دنا كَذَبتْه (¬3) الكَذُوبُ
كأنّ مُحَرَّبًا مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ ... ينُازِلُهُمْ لنِابَيْه قَبِيبُ (¬4)
المحرَّب: المُغضَب المَغِيظ. يقول: قد هِيجَ وأُغْضِبَ. وقَبِيب: صَوْت يقول: له قَبْقَبَة، وأنشد أبو سعيد (¬5):
* قَبْقبَةُ الحرّ بكفّ السّقى (¬6) *
يريد: صَوْتَ الحرّ.
¬__________
(¬1) هو صخر الغيّ الهذليّ، والبيت كاملا:
وصارم أخلصت خشيبته ... أبيض مهو في متنه ربد
(¬2) في رواية: "فلا تغررك". يتهدّد قرنه فيقول: لا تعدك نفسك الكذوب بالحياة، فإنك هالك لا محالة في مقاتلتي.
(¬3) في نسخة "صدقته"؛ وهي أجود في رأينا. يقول: صدقته نفسه بالموت ولم تخدعه.
(¬4) ترج: جبل بالحجاز كثير السباع. وقيل: هو واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن.
(¬5) أبو سعيد، هو عبد الملك بن قريب الأصمعي.
(¬6) لم نجد هذا الشطر فيما راجعناه من الكتب؛ ولم نتبين معناه وكذلك لم نتبين ما ذكره الشارح بعد في تفسير قبقبة الحرّ.

الصفحة 97