ولكنْ خَبرِّوا قَوْمِي بَلائِي ... إذا ما اسّاءلَتْ عنّي الشُّعوبُ
اسّاءَلتْ، يقول: تسَاءلتْ. وشَعْبٌ وشُعوب، وهمْ فِرَق (¬1). وأنشدْنا:
رأيتُ شُعوبا مِن شعوبٍ كَثيرةٍ ... فلم أر شَعْبا مِثلَ شَعْبِ ابنِ مالِكِ
ولا تُحْنُوا عَلَيَّ ولا تَشِطَّوا ... بقَوْلِ الفَخْرِ إِنّ الفَخْرَ حُوبُ
يقول: لا تقولوا خَنًّا ولا شَططًا، أي لا تَأْتوا بشَطَط. يقول: لا تَجورُوا.
والحُوبُ: الإثم.
وقال أيضًا
تُؤَمِّلُ أنْ تُلاقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بمَخْلَفةٍ إذا اَجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ (¬2)
قال أبو سعيد: المَخلَفة: طريقٌ (¬3) وراءَ جَبَل. ويقال: اِلزَمِ المَخلَفةَ الوُسْطَى.
وكلُّ طَريقٍ مَخلَفة، وأنشد:
* يَسِيلُ بِنا أَمامَهمُ الخَليفُ *
وأنشد للعَجّاج:
* في طُرُقٍ تَعْلو خَلِيفًا مَنْهَجا *
إذا بُنِيَ القِبابُ على عُكاظٍ ... وقامَ البَيْعُ واجتَمَع الأُلوفُ
¬__________
(¬1) عبارة اللغويين: الشعب هو القبيلة العظيمة، أو هو أبو القبائل الذي تنتسب إليه جميعها.
(¬2) في رواية: "أم عمرو" مكان قوله: "أم وهب"، ورواية أم عمرو عن أبي بكر الحلوانيّ وحده.
(¬3) الذي ورد في شرح السير منسوبا إلى الأصمعي هو القول الثاني في تفسير المخلفة، وهو أن كل طريق مخلفة.