كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 1)

٤٧ - باب التشديد في ترك الجماعة
٥٤٧ - حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا زائدةُ، حدَّثنا السائب بن حُبَيش، عن مَعْدان بن أبي طلحة اليَعمَريِّ
عن أبي الدرداء، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدوٍ لا تُقامُ فيهمُ الصلاةُ إلا استَحوَذَ عليهمُ الشَّيطانُ، فعليك بالجماعةِ فإنَّما يأكُلُ الذِّئبُ القاصِيَةَ" (¬١).
قال زائدة: قال السَّائب: يعني بالجماعة الصَّلاة في الجماعة.
٥٤٨ - حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هَمَمتُ أن آمُرَ بالصلاةِ فتُقامَ، ثمَّ آمُرَ رجلاً فيُصلِّيَ بالناس، ثمَّ أنطَلِقَ برجالٍ معهم حُزَمٌ من حَطَبٍ إلى قومٍ لا يَشهَدونَ الصَّلاةَ، فاُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم بالنَّار" (¬٢).
---------------
(¬١) إسناده حسن من أجل السائب بن حبيش، وباقي رجاله ثقات. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٩٢٢) من طريق زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وهو فى "مسند أحمد" (٢١٧١٠)، و"صحيح ابن حبان" (٢١٠١).
وقوله: قد استحوذ، أي: استولى وغلب. واستحوذ مما شذ قياساً، وفصح استعمالاً لأنه من حقه نقلُ حركة حرف علته إلى الساكن قبلها، وقلبها ألفاً كاستقام واستبان.
وقوله: يأكل الذئب القاصية، أي: الشاة البعيدة عن القطيع لبعدها عن راعيها.
(¬٢) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.=

الصفحة 410