كتاب تفسير العثيمين: النساء (اسم الجزء: 1)

الجنة خير من الدنيا وما فيها، فهذا هو العاقل الحازم المؤمن الصادق.
٤ - أن المقاتل في سبيل الله ناجح على كل حال، لقوله: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ} فهو غانم ناجح على كل حال، سواء قتل، أو غلب، فهو على أجر عظيم.
وإذا كان المقاتل في سبيل الله عليه حقوق للعباد فقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال: "نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك" (¬١)، فدل هذا على أن حقوق الآدمي لا تسقط بالشهادة، وهو كذلك؛ لأن حقوق الآدمي لا بد أن تؤدى إليه، لكن ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه (¬٢).
٥ - بيان عظمة الرب عزّ وجل، لقوله: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} وجه ذلك: ضمير الجمع؛ لأننا نعلم أن الله إله واحد، فكل ما أضيف إلى الله عزّ وجل من ضمائر الجمع فالمراد بها التعظيم.
* * *
---------------
(¬١) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، حديث رقم (١٨٨٥).
(¬٢) رواه البخاري، كتاب في الإستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها (٢٣٨٧) عن أبي هريرة.

الصفحة 527