كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 1)
وقال تعالى: {وتمت كلمة ربك}، ثم وصفها فقال: {صدقاً وعدلاً}؛ أي: قدساً واستواء.
وأصل الصدق: هو من القدس والطهارة، وما لا يشوبه شيء من غير جنسه، يقال: فالكلمة تامة طاهرة من الريب والشبه، مستوية من العدول هكذا وهكذا، فهو قوله: {صدقاً وعدلاً}، فالكلمة قوله: (كن)، ثم قال: {لا مبدل لكلماته}؛ أي: ليس لأحد أن يبدل كلمته إذا قال لشيء: (كن) حتى يعجزه ويرده، وإنما قال: (بكلماته)؛ لتفرق هذه الكلمة في الأمور كلها، وإذا قال لكل أمر ولكل شيء: (كن)، فهن كلمات، فلكل قضيةٌ وإرادة من ربنا، وكل أمر كلام بقول: (كن)، وهو:
ما روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن الله تعالى:
((إنما عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ)).
7 - حدثنا بذلك صالح بن محمدٍ، أنبأنا عبد الحميد ابن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشبٍ، قال: حدثني ابن غنم، عن أبي ذر.