كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 1)

فنوره فلق الظلمات، وهو في دعوة إدريس صلى الله عليه وسلم: ((أنت الذي فلق الظلمات بنوره، فإذا أورد على القلب نوره، فلق الظلمات)).
فجميع ما ذكر في التنزيل من الاستعاذة به وجدناه يؤول إلى الباطن من الأمور.
وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمرني جبريل عليه السلام أن أكررهن في السجود: أعوذ بعفوك من عقابك)).
فاستعاذ بالعفو من العقاب؛ لأنه ضده.
((وأعوذ برضاك من سخطك))، فالرضا ضد السخط.
ثم قال: ((وأعوذ بك منك))، فاستعاذ به منه؛ لأنه لا ضد له، وهو كقوله: ((لا مفر منك إلا إليك)).
وهو قوله تعالى: {ففروا إلى الله}؛ أي: فروا منه إليه.

الصفحة 21