كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 1)
ولا يبتغي بها وجه الله، فالحساب أمامه، وهو مسؤولٌ عن شكرها.
ويجوز أن يكون على غير هذا السبيل الذي ذكرناه، ويحتمل أن يكون لمكان عياله أو ضيفه فعلى ذلك، فتوسع في ذلك من أجلهم، ولم يحمل قوته على ضعفهم، فربما ينغص على الضيف أو العيال إمساكك عنه، واستوحشوا من فعلك، وتكدرت تلك النعمة عليهم، ففيه تضييع حق الضيف، وحق العيال، فيخالطهم في ذلك، ويشركهم فيه.
ووجهٌ آخر محتملٌ لذلك أيضاً، وذلك أن القثاء باردٌ، والرطب حار، فأحب أن يصيره مزاجاً، فيجمع بين الحار والبارد؛ كيلا يضر به واحد منهما على الانفراد، فكل هذه الوجوه محتملة لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
236 - حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا معاوية بن هشامٍ، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين البطيخ والرطب)).