كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 1)
لي: مر أمتك بالحجامة)).
معناه عندنا: لأنهم من بين الأمم أهل يقين، وإذا اشتعل نور اليقين في القلب، ومعه حرارة الدم، أضر بالقلب، وبالطبع أيضاً.
وكان مما يستعمل الحناء في رأسه، حتى روي في الأخبار عمن رآه من الوفود والأعراب، ففشا عنهم في الأخبار أنه لا يخضب، فدفع ذلك أنس رحمه الله، وقال: لم يشنه الشيب، وما خضب، وإنما كان سبب الحناء: أنه كان يأتيه الوحي، فيصدع، فمن أجل الصداع، كان يعالج بالحناء في رأسه، كي تخف حرارة رأسه، فإن ذلك النور إذا هاج بورود الوحي، قوي.
وجدنا عن أنس -فيما قلنا- هذا الحرف الواحد: أنه كان يأتيه الوحي، فيصدع، فيستعمل الحناء للصداع.
والصبر أمير جنوده: فالصبر هو ثبات القلب على عزمه، فإذا ثبت الأمير، ثبت الجند لمحاربة العدو، وإذا جاءت النفس بشهواتها، فغلبت القلب حتى استعملت الجوارح بما نهي عنه، فقد ذهب الصبر، وهو ذهاب العزم، فبقي القلب أسيراً للنفس، واستولت عليه، فانهزم العقل، والحلم، والعلم، والرفق، واللين، وجميع جنوده التي أعطي.