كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 1)

قال أبو عبد الله رحمه الله: فالتوبة للعبد مبسوطة حتى يعاين قابض الأرواح، وهو عند غرغرته بالروح، وإنما يغرغر به، إذا قطع الوتين، فشخص من الصدر إلى الحلق، فعندها المعاينة، وعندها حضور الموت؛ لأن الموت إنما يجيء به ملك الموت الذي وكل به، فهو الذي يذيقه، ومن قبل ذلك، كان أعوانه يسوقون الروح، وينزعونه من الجوارح والعروق.
قال الله -تبارك اسمه-: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن}.
فحضور الموت إذا حضر ملك الموت، وإنما يحضر عند قطع الوتين، وغرغرة الصدر والحلق بخروج الروح، فهناك يذيقه الموت حتى تطير الروح

الصفحة 382