كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 1)

أَحْمد بن حُسَيْن بن حُسَيْن بن حُسَيْن الشهَاب أَبُو الْفَتْح بن الفتحي الْمَكِّيّ أَوسط أخوته الثَّلَاثَة وَخَيرهمْ وَزوج ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني نَائِب الإِمَام بمقام الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَسمع عَليّ.
أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أرسلان بِالْهَمْزَةِ كَمَا بِخَطِّهِ وَقد تحذف فِي الْأَكْثَر بل هُوَ الَّذِي على الْأَلْسِنَة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن رسْلَان / وَيُقَال أَنهم من عرب نعير وَقَالَ بَعضهم من كنَانَة كَانَ وَالِده خيرا قَارِئًا تَاجِرًا وَأمه أَيْضا من الصَّالِحَات لَهَا أَخ لَهُ أوراد وتلاوة كَثِيرَة فولد لَهما صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة ثَلَاث أَو خمس وَسبعين وَسَبْعمائة برملة. ولد وَنَشَأ بهَا لم تعلم لَهُ صبوة على طَرِيق وَالِديهِ وخاله فحفظ الْقُرْآن وَله نَحْو عشر سِنِين وَيُقَال أَن أَبَاهُ أجلسه فِي حَانُوت بزاز فَكَانَ يقبل على المطالعة ويهمل أمرهَا فظهرت فِيهَا الخسارة فلامه على ذَلِك فَقَالَ أَنا لَا أصلح إِلَّا للمطالعة فَتَركه وَسلم لَهُ قياده، وَحكى ابْن أبي عذيبة نَحوه فَقَالَ وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا لَهُ دكان فَكَانَ يَأْمُرهُ بالتوجه إِلَيْهَا فَيذْهب إِلَى الْمدرسَة الخاصكية للاشتغال بِالْعلمِ وينهاه أَبوهُ فَلَا يلْتَفت لنَهْيه بل لَازم الِاشْتِغَال وَكَانَ فِي مبدئه يشْتَغل بالنحو واللغة والشواهد وَالنّظم وَقَرَأَ الْحَاوِي الصَّغِير وحله على الشَّمْس القلقشندي وَابْن الهائم وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب وَولي تدريس الخاصكية ودرس بهَا مُدَّة ثمَّ تَركهَا والإفتاء ببرها وَأَقْبل على الله وعَلى الِاشْتِغَال تَبَرعا وعَلى التصوف وألبس خرقته جمَاعَة من المصريين والشاميين فِي مُدَّة لَا يكلم أحدا انْتهى. وَقَالَ آخر أَنه أقبل على الِاشْتِغَال وَحفظ كتبا وَاتفقَ قدوم مغربي الرملة وَكَانَ يقرئ الْبَيْت من ألفية ابْن مَالك بِربع دِرْهَم فَلَزِمَهُ حَتَّى أَخذهَا عَنهُ بِحَيْثُ تأهل لإقرائها واشتهر بِحسن إفادتها وإلقائها وتحول لبيت الْمُقَدّس فتفقه بالقلقشندي وَأخذ عَن ابْن الهائم وَصَحب الشهَاب بن الناصح والجلال عبد الله بن البسطامي وَمُحَمّد القرمي وَمُحَمّد القادري وَأخذ عَنْهُم التصوف وتلقن مِنْهُم الذّكر وَسمع من الشهَاب أَوَّلهمْ وَكَذَا من القرمي وَمن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الْعَلَاء الصَّحِيح وَمن أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الزراتيتي الْمُوَطَّأ)
رِوَايَة يحيى بن بكير وانتفع فِي الْعلم أَيْضا بالشمس العيزري الْغَزِّي وَنظر فِي الحَدِيث وَغَيره.
وَقد قَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه ارتحل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقُدس من الرملة فألبسه الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي

الصفحة 282