كتاب تراجم المؤلفين التونسيين (اسم الجزء: 1)

والغالب على الظن انه كانت له رحلة إلى تلمسان والمغرب الأقصى إذ إنه روى عن جماعة من أهل البلدين، كابن آجروم، وابن الإمام، والعقباني، والشريف التلمساني، وهؤلاء لا تعرف لهم إقامة أو عقد مجالس تدريس في تونس.
وفي سنة 846/ 1443 عزم على حج بيت الله الحرام مصاحبا للركب التونسي عن أمر السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي الذي أكرمه وأرسل إليه ما يعينه على ذلك وسأله أن يكون قاضي الركب فأجابه بعد امتناع وكراهة.
وفي القاهرة اجتمع بالحافظ ابن حجر وأنشده ارتجالا بيتين [كامل]:
قد فزتم بين الأنام وحزتم … رهن السّباق بنشر فتح الباري
فالله يكلؤكم ويبقي مجدكم … ويحوطكم من أعين الأغيار

كما اجتمع به البرهان البقاعي وأجازه وأملى عليه ترجمته وعرف تعريفا وجيزا ببعض أقاربه التجانيين وبمؤلفاتهم، ولقي الشمس السخاوي الذي اجتمع به في الجامع الأزهر وكتب عنه ترجمته وغير ذلك، وقال في نهاية ترجمته: «وكان فاضلا مفوّها طلق العبارة حسن المحاضرة، بهي المنظر حسن المخبر، والغالب عليه التصوف والصلاح».
تولى قضاء المحلة (أي العسكر) والتدريس بزاوية باب البحر، وفي أواسط جمادى الأخرى من عام 856 صرف عن قضاء المحلة وعن الشهادة وقدم عوضه الشيخ محمد الزنديوي وفي أوائل جمادى الثانية من عام 857 صرف الشيخ محمد الزنديوي عن قضاء المحلة وأعيد إليها صاحب الترجمة وإلى الإشهاد بالحاضرة ثم صرف في رجب علم 865 عن قضاء المحلة والتدريس بزاوية باب البحر وقدم عوضه محمد الرصاع وقدم هو عدلا ومفتيا بالقلم.
وتوفي في آخر ذي الحجة.

مؤلفاته:
1 - عون السائر بن إلى الحق، في التصوف، مجلد.
2 - المقدمات، في الفقه، مجلد لطيف.
3 - الوثائق العصرية.

المصادر والمراجع:
- الأعلام 1/ 219.
- تاريخ الدولتين 129 - 131 - 136.

الصفحة 154