كتاب تراجم المؤلفين التونسيين (اسم الجزء: 1)

صحيح مسلم على الشيخ عبد العزيز بن عبيد السبائي. قال في رحلته: «ثم بعد ذلك في الشهر نفسه ابتدأت قراءة دولة أخرى من المسند الصحيح للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري».
5 - تقييد على صحيح مسلم كتبه في التاريخ السابق حين قراءته بطرابلس على شيخه المذكور. قال في رحلته: «قد كنت ابتدأت تقييد ما انتجته فينا المناظرة وأفادتنا المحاضرة مما جاء كالإكمال لكتاب الإكمال» يعني إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض.
6 - الدر النظيم - في الأدب والتراجم، ذكره في رحلته 262/ 363 وقال فيها: «وقد ذكرناه (عبد الرحمن بن عيسى) وأخاه في كتاب «الدر النظيم» بأتم من هذا».وربما يكون في هذا الكتاب قد جمع أخبار أدباء الدولة الحفصية السابقين لعصره. وهو مفقود.
7 - رحلته دوّن فيها وصف القرى والمدن التي مر بها في رحلته صحبة مخدومه الأمير أبي يحيى زكريا بن اللحياني، والتعريف بالنابغين من أبنائها من فقهاء وأدباء وقواد وصلحاء، قدامى ومعاصرين ووصف للمعالم والمعاهد والعناية بمواطن القبائل العربية وما تفرع عنها من بطون وأفخاذ مع الإلمام بالعقائد والتقاليد الغريبة.
ولما كان سير الرحلة بطيئا ومجاله محدودا فقد كان ذلك في مصلحة الوصف إلى حد كبير فتمكن بذلك من الوقوف عند كل ما يمكن ملاحظته في طريق سيره القصير، وقد برهنت رحلته على أهميتها الكبرى وذلك بتزويدها لنا بمعلومات عن جميع المناطق التي زارها وعن الأصقاع المجاورة لها وهي تتناول مسائل الجغرافيا، كما تتناول مسائل التاريخ الطبيعي وبوجه خاص التاريخ البشري.
وكما جرت العادة فإنه يستشهد بمختلف المؤلفين، ويقتبس أحيانا من الوثائق، بل انه يورد هذه الوثائق التاريخية أحيانا بنصها الأصلي، وانفرد بإيراد جملة أحداث معاصرة لا توجد إلاّ فيها.
أما أسلوبه في العرض فأدبي صرف ولكنه لا يثقله بالانطباعات الشخصية أو بمحاولة التدليل على سعة معارفه ومهارته ككاتب فهو في هذا الصدد أفضل بكثير من غيره من الكتاب الذين عالجوا التأليف في هذا النمط، وبعد قرن من الزمان قدره ابن خلدون تقديرا كبيرا وأفاد من مصنفه مرارا عديدة في تلك الأجزاء من تاريخه التي أفردها لشمال أفريقيا.
وقد دلت أبحاث أماري على أن التجاني يقدم معلومات تاريخية وجغرافية ذات قيمة كبرى من ذلك ما كتبه عن جزيرة جربة بل وعن صقلية نفسها.
وطبعت الرحلة أول مرة بتونس بالمطبعة الرسمية سنة 1345/ 1927 بعناية المستشرق وليام مارسي ولأسباب لا نعرفها لم ترج هذه الطبعة بالسوق، ثم طبعت طبعة محققة بالمطبعة

الصفحة 157