كتاب التفسير الحديث (اسم الجزء: 1)

متحركة بالاستقامة لما كانت فراشا على الإطلاق لأن من ظفر من موضع عال يجب أن لا يصل إلى الأرض لأنها هاوية وذلك الإنسان هاو والأرض أثقل من الإنسان والثقيلان إذا نزلا كان أثقلهما أسرعهما والإبطاء لا يلحق الإسراع فثبت أنها لو كانت هاوية لما كانت فراشا.. أما لو كانت حركتها بالاستدارة فلا يمكن انتفاعنا بها لأن حركة الأرض إذا كانت إلى المشرق مثلا والإنسان يريد أن يتحرك إلى جانب الغرب فيجب أن يبقى في مكانه ولا يستطيع أن يصل إلى حيث يريد لأن حركة الأرض أسرع ولما أمكنه الوصول علمنا أن الأرض غير متحركة بالاستدارة أيضا.
(4) تساءل عن أيّهما أفضل الأرض أم السماء في سياق آية البقرة [22] فأورد أربعة أقوال لمفضلي السماء على الأرض هي: (1) إن السماء متعبد الملائكة وما فيها بقعة عصى الله فيها أحد (2) إن آدم لما ارتكب المعصية قيل له اهبط من الجنة وقال الله لا يسكن في جواري من عصاني (3) إن ذكر السماء على الأغلب قد ورد مقدما والتقديم دليل التفضيل (4) إن الله قال وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً [الأنبياء: 32] ، وتَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً [الفرقان:
61] ، ولم يذكر الأرض في ذلك، ثم أورد أقوال مفضلي الأرض وهي: (1) إن الله وصف بقاعا من الأرض بالبركة (2) الله وصف جملة الأرض بالبركة (3) إن الله خلق الأنبياء من الأرض (4) إن الله كرّم الأرض بالخلق منها في حين أنه لم يخلق من السماء شيئا (5) إن الله كرم نبيه فجعل له الأرض كلها مسجدا وجعل له ترابها طهورا.
(5) ومما قاله في تعليل طلوع القمر وغيابه إن الله جعل في كلا الحالتين مصلحة، ففي غروبه نفع لمن هرب من عدوه فيستره الظلام ويخفيه فلا يلحقه طالب فينجو، وفي طلوعه نفع لمن ضلّ عنه شيء وأخفاه الظلام قبل الطلوع.
(6) وقال فيما قاله في سياق جملة وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ.. [البقرة:
30] ، روي أن بني آدم عشر الجن وإن الجن عشر حيوانات البرّ وهؤلاء كلهم عشر

الصفحة 253