كتاب موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر (اسم الجزء: 1)

[المجلس السابع]
قال المملي رضي اللَّه عنه:
وإذا تقرر ذلك ظهر رجحان ما جنح إليه المصنف من أن المراد بالإفراد التعظيم، لكن يعكر عليه ما أخرجه أبو داود من حديث ابن مسعود أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب فقال فِي خطبته: "مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشِدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ" (¬1).
ويجاب عنه من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه لا يصح، لأنه من رواية أبي عياض وهو مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله.
ثانيها: يحتمل أن يكون في الأصل بالإفراد والإتيان بالضمير اختصار من الراوي، ولعله لم يبلغه الخبر الأول.
ثالثها: علي تقدير الصحة والضبط المحذور من الجمع إيهام التسوية وهو منتف فى حق المعصوم بخلاف غيره واللَّه أعلم (¬2).
(تنبيه)
لم أر في شيء من طرق الحديث الماضى اللفظ الذي ذكره المصنف بصيغة الماضى في الموضعين وإنما هو بصيغة الفعل المضارع فيهما.
قوله قبل ذلك (قالوا اركعوا واسجدوا قلنا: الترتيب مستفاد من غيره).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (1084 و 2105) والطبراني في الكبير (10499) والبيهقي (3/ 215 و 7/ 146).
(¬2) انظر المعتبر (ص 33 - 34) للزركشي بتحقيقنا.

الصفحة 35