كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(وَفِي الْغَايَة الْوُسْطَى تعلّل مغرم ... على الْغَايَة القصوى مقَام التفرد)
(أيا منزلاً من دون مضربه السهى ... ويامقعدا من دونه كل مقغد)
(أبرى دون مرقا شأوك الْمَوْت وَاقِفًا ... لكلّ الذي يهوى لقاك بِمَرْصَد)
فَقَالَ هَذِه الأبيات الَّتِى هي السحر الْحَلَال وَقد غَابَ عَنى أَولهَا
(فَتى لَا وَحقّ الله لَوْلَا قِيَامه ... بِبَاب الْعلَا وَالْمجد لم يَتَجَدَّد)
(وأبلج مَا من آله وقبيلة ... على قلَّة السادات من لم يسود)
(أَخُو همة مَا حَاجِب بن زُرَارَة ... أَخُوهَا وَلَا العالي يزِيد بن مزِيد)
(وَذُو سلف مَا فيهم من مذمم ... لئيم وَلَا فِي غَيرهم من مُحَمَّد)
(وأيمن أن تصدم بِهِ الْفقر يَنْقَلِب ... غَنِيا وان تصدم بِهِ النحس تسعد)
ووقف على أَبْيَات لي من ذَلِك الطراز الأول نظمتها لقصد امتحان الْفِكر وَهِي
(ولي سلف فَوق المجرّة خيموا ... سرادقهم من دونه كلّ كَوْكَب)
(رقوا في مراقي الْعِزّ شأوا ممنعاً ... وذادوا الورى عَنهُ بخطب المشطب)
(فَمَا مِنْهُم في قومه غير سيد ... يروح وَيَغْدُو وَهُوَ بالمجد محتبي)
(وَمَا بِي عَن أوساطهم من تخلف ... وَلَا ركبُوا في مجدهم غير مركبي)
(وَلكنهَا الْأَيَّام يلبسهَا الْفَتى ... على قدر من غَالب أَو مغلب)
(واني امْرأ أما نجاري فخالص ... وَأما فعالي فاسأل الدَّهْر واكتب)
(وَلست بلباس لثوب مزور ... وَلَكِن ضوء الشَّمْس غير محجب)
(وإن فَتى يغشى الدنايا وبيته ... على قمة الْعليا فَتى غير معتب)
(فَمَا الْمَرْء الامن ينوء بِنَفسِهِ ... إلى منزل فَوق السَّمَاء مطنب)
(وَلَا خير فِي حفظ من الْعَيْش دونه ... تجرّع كأس الذل من أى مشرب)

الصفحة 321