كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

لَهُم وزنا بل لَا يسلم غالبهم من الْحَط مِنْهُ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا يعظم شُيُوخه وتلامذته وَمن لم يعرفهُ مِمَّن مَاتَ في أول الْقرن التَّاسِع قبل مَوته أَو من كَانَ من غير مصره أَو يَرْجُو خَيره اَوْ يخَاف شَره وَمَا أحسن ماذكره فِي كِتَابَة الضَّوْء اللامع في تَرْجَمَة عبد الباسط بن يحيى شرف الدَّين فإنه قَالَ وَرُبمَا صرح بالإنكار على الْفُقَهَاء فِيمَا يسلكونه من تنقيص بَعضهم لبَعض وَقد حكي أنه بَيْنَمَا هُوَ عِنْد الدوادار وَبَين يَدَيْهِ فَقِيه وإذا بآخر ظهر من الدوار فَاسْتَقْبلهُ ذَلِك الْجَالِس بالتنقيص عِنْد صَاحب الْمجْلس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى وصل إليهم فَقَامَ إِلَيْهِ ثمَّ انْصَرف فاستبدبره الْقَائِم حَتَّى اكْتفى ثمَّ توجه قَالَ فسألني الدوادر من الصَّادِق مِنْهُمَا فَقلت أَنْتُم أخبر فَقَالَ إنهما كاذبان فاسقان وَنَحْو ذَلِك انْتهى وَأما مَا نَقله من اقوال مَا ذكره من الْعلمَاء مِمَّا يُؤذن بالحط على صَاحب التَّرْجَمَة فسبب ذَلِك دَعْوَاهُ الِاجْتِهَاد كَمَا صرح بِهِ ومازال هَذَا دأب النَّاس مَعَ من بلغ إِلَى تِلْكَ الرُّتْبَة وَلَكِن قد عرفناك في تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية أَنَّهَا جرت عَادَة الله سُبْحَانَهُ كَمَا يدل عَلَيْهِ الاستقراء بِرَفْع شأن من عودى لسَبَب علمه وتصريحه بِالْحَقِّ وانتشار محاسنه بعد مَوته وارتفاع ذكره وانتفاع النَّاس بِعِلْمِهِ وَهَكَذَا كَانَ أَمر صَاحب التَّرْجَمَة فإن مؤلفاته انتشرت في الأقطار وسارت بهَا الركْبَان إلى الأنجاد والأغوار وَرفع الله لَهُ من الذّكر الْحسن وَالثنَاء الْجَمِيل مالم يكن لَاحَدَّ من معاصريه وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين وَلم يذكر السخاوي تَارِيخ وَفَاة المترجم لَهُ لأنه عَاشَ بعد مَوته فإن السخاوي مَاتَ في سنة 902 كَمَا سيأتى فِي تَرْجَمته ان شَاءَ الله تَعَالَى تجَاوز الله عَنْهُمَا جَمِيعًا وعنا بفضله وَكَرمه وَكَانَ موت صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَذَان الْفجْر المسفر صباحه عَن يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع

الصفحة 334