كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(وَلَكِن الزَّمَان لَهُ صروف ... وَقد تعدو على الْقَوْم الْبَراء)
(وقبلي مَا نبت أَرض بَحر ... ففارقها بحب اَوْ قلاء)
(فعني لست بِالرجلِ المروي ... وَلَا طوع الحسان من النِّسَاء)
(وعزمي قد علمت إذا ستطارت ... بِهِ نِيَّة تغلغل ذَا مضاء)
(فكم أغرى إلى وادي هبوطي ... ذياباً بالتضور والعواء)
(وراع العصم فِي نيق صعودي ... وهاج الربد فِي خبت نجائي)
(على وجناء تخترق الموامي ... وتجتاز الْمِيَاه على الظماء)
(يعارضها اللُّصُوص ليدركوها ... وَمن يعلق براكبة الْهَوَاء)
(فقادتها الادلة اقتبالى ... وساقتها لثانية انثنائى)
(وَمَا انقشعت غيابتها وفيهَا ... من الابطاء من ايلى بلائي)
(وَكنت على معسكرها وحكمي ... لَهُم أما علمت على سوائي)
(بوضاح ضَمَان المَال عاف ... جنايا الْعمد شَدَّاخٍ الدِّمَاء)
(وسل عَنى العداة فعندهم من ... ممارستي مصدقة ادعائي)
(وَمَا أَنا بالبخيل بنائيات الْحُقُوق ... على الإضافة والثراء)
(وَلَا كلّ على الأخوان عى ... وَلَا شاكى الصديق من الْجفَاء)
(وَلَا بمفحم أن ناغمتني ... بَنَات الشّعْر مِنْهُ بالحداء)
(وَقد جربت هَذَا الدَّهْر حَتَّى ... مرنت على المراضي والمسائي)
(وَلم أعدم على الْخطب اصطباري ... وَلم افقد على الهول اجترائي)
(وَلَا استوحشت من شئ أمامى ... وَلم أَحْزَن على شئ ورائي)
(وَلَوْلَا عَالم الْمصر الذي سر ... ت عَنهُ لما حننت إليه نائي)
(لنعم مُحَمَّد رجلا وَحقّ ... لَهُ وَعَلِيهِ طيبَة الثَّنَاء)

الصفحة 344