كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

عرُوض الكبوات كَمَا جرت بِهِ المألوفات من جواري الْعَادَات وَثَانِيهمَا إسبال ذيول الستور على مَا أبرزته إلى قالب العثور أيدي الْقُصُور وَثَالِثهَا أَن الْمَقْصد الأهم وَالْمطلب الأعظم لَيْسَ إِلَّا ماذكره أَرْبَاب الْبَيَان من نُكْتَة التَّلَذُّذ بإرخاء عنان اللِّسَان فِي مخاطبات الخلان فَلَمَّا ارتسمت فِي الذِّهْن هَذِه التصورات انْتقل بعد شرح هَذِه الْمَاهِيّة إِلَى مَقَاصِد التصديقات فانتج لَهُ التَّرْتِيب الرضى بَان يُقَال مُجيب غير مُصِيب لامصيب غير مُجيب فعطل من سَاعَات أشغاله سَاعَة أزجي فِيهَا إلى سوحك هَذِه البضاعة بفكر علم الله كليل وذهن شهد الله عليل على أَنَّهُمَا فِيمَا عهِدت سيف صقيل وَلَا ريب فإن لطيف الكدر إذا انطبع فِي الْمرْآة تشوش النَّاظر فَكيف بِمن يطْرق قلبه فِي الْيَوْم الْقصير من ريَاح الارواح وقتام الأشباح أعاصير فدون الدون من تِلْكَ الْأُمُور تنصدع لَهُ الصخور وتغور مِنْهُ البحور
(لولابس الصخر الْأَصَم بعض مَا ... يلقاه قلبي فضّ أصلاد الصَّفَا)
فدونك أَيهَا الحبيب مُرَاجعَة من لم يحظ من قربك بِنَصِيب وَشرب من صاب بَيْنك بأقداح وغصّ لفراقك بِالْمَاءِ القراح
(دعي لومي على فرط الْهَوَاء ... وداوي أن قدرت على الدَّوَاء)
(وكوني عَن سلوى فِي سلو ... إِذا أنوى الحبيب على النواء)
(أبانوا يَوْم بانوا عَن فؤادى ... عرى صيرى فبانوا بالعراء)
(فَلَا حملت هوادجها الهوادي ... وَلَا سَمِعت تراجيع الحداء)
(تخبّ بِكُل عامرة وقفر ... وتخترق الموامي للتنائي)
(فانحي حاذر يَوْمًا عَلَيْهَا ... وضرّج قادميها بالدماء)

الصفحة 348