كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

وناشتّها السبَاع ومزّقتها ... القشاعم بَين أدلاج الفضاء)
(وياحادى المطى إلا رثاء ... وَشر النَّاس مسلوب الرثاء)
(حدوت فكم عقول طايشات ... وأرواح تروح إِلَى الفناء)
(فَلَا رفعت يداك إليك سَوْطًا ... وَلَا نقلتك مسرعة الخطاء)
(تروعنى ببين بعد بَين ... طَوِيل فِي قصير من لِقَاء)
(امابسوى الْفِرَاق لقِيت قلبي ... لتعلم فِي الْحَوَادِث مَا عنائي)
فإني إن ألمّ الْخطب يَوْمًا ... وضاق بِحمْلِهِ وَجه الثراء)
(وطاشت عِنْده أَحْلَام قوم ... وحاد الْآخرُونَ إلى الوراء)
(أقوم بِهِ إذا قعدوا لَدَيْهِ ... وادفعه إذا أعيا سواي)
(وَمَا الْمَرْء المكمّل غير حر ... لَهُ عِنْد العنا كل الْغناء)
(تساوي عِنْده خير وَشر ... يرى طعم الْمنية كالمناء)
(يحوز السَّبق فِي أَمن وَخَوف ... وَيكرم عِنْد فقر أَو غناء)
(ترَاهُ وَهُوَ ذُو طمرين يمشي ... بهمته على هام السَّمَاء)
(تقدمه فضائله إذا مَا ... تفاخر بالملا كل الملاء)
(أَلا أن الْفَتى ربّ المعالي ... إِذا حققت لارب الثراء)
(وَمن حَاز الْفَضَائِل غير وان ... فَذَاك هُوَ الْفَتى كل الفتاء)
(فَمَا الشرف الرفيع بِحسن ثوب ... وَلَا دَار مشيدة الْبناء)
(وَلَا بنفوذ قَول فِي البرايا ... فإن نُفُوذه أصل الْبلَاء)
(فرأس الْمجد عِنْد الْحر علم ... يجود بِهِ على غاد وجائي)
(إِذا مَا الْمَرْء قَامَ بِكُل فن ... قيَاما فِي السمو إِلَى السَّمَاء)
(وَصَارَ لَهُ بمدرجة صعُود ... إِلَى عين الْحَقِيقَة والجلاء)

الصفحة 349