كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(وَقَامَ لدفع معضلة وَحل ... لمشكلة وَرفع للخفاء)
(فَذَاك الْفَرد فِي مَلأ المعالي ... كَمَا الْفَرد ابْن يحيى فِي الملاء)
(فَتى يَهْتَز عطف الدَّهْر شوقاً ... إليه لأنه ربّ الْعَلَاء)
(إذا مَا جال فِي بحث ذكاه ... تنحّى عَنهُ أَرْبَاب الذكاء)
(وإن مَا رَاه ذُو لدد أَتَاهُ ... بِمَا يثنيه عَن فرط المراء)
(تقاصر عَن مداه كل حبر ... لما يلقاه من بعد المداء)
(فيامن صَار فِي سلك المعالي ... هُوَ الدرّ النفيس لكل رَاء)
(وضمّخ مسمع الأيام طيباً ... بِمَا قد طَابَ من حسن الثَّنَاء)
(وَقَامَ بفترة الْآدَاب يَدْعُو ... وفي يمناه خافقة اللِّوَاء)
(بلغت من الْعُلُوم إلى مَكَان ... تمكّن في السمو وَفِي السناء)
(قعدت من البلاغة فِي مَحل ... بِهِ الصابي يعود إلى الصباء)
(وصغت من القريض بَنَات فكر ... دفعت بهَا الورى نَحْو الوراء)
(وجيه الدَّين دمت لكل فن ... تبهرج فِيهِ أهل الإدعاء)
(تذود الشائنين لَهُ بِجَهْل ... فيصفو الْعلم عَن شوب القذاء)
(علومك زانها سمت بهى ... وَحسن السمت من حلل الْبَهَاء)
(أتانى يَابْنَ يحيى مِنْك نظم ... تَعَالَى عَن نظام أَبى الْعَلَاء)
(على نمط الأعارب في لُغَات ... وفي حسن الروي وفى الرواء)
(تحدى من تعاوزه هموم ... يعود بهَا الْجَلِيّ إلى الخفاء)
(يعاني من خصوم أَو خصام ... خطوباً في الصَّباح وَفِي الْمسَاء)
(فحيناً في صُرَاخ أَو عويل ... وحيناً في شكاء أَو بكاء)
(وأن يصفو لَهُ وَقت ترَاهُ ... يُوقع فى رقاع الادعاء)

الصفحة 350