كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

فكمل بِحَمْد الله وبيّضته فِي أَربع مجلدات وَلم يكمل إِلَّا بعد مَوته بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين وَقد أجازني اجازة عَامَّة كتبهَا الى بعد أَن مكنني من كتاب أسانيده فنقلت مِنْهُ مَا أُرِيد نَقله وَلم يكن لَهُ كَثْرَة اشْتِغَال بالتأليف وَلَو أَرَادَ ذَلِك لَكَانَ لَهُ فِي كل فن مَالا يقدر عَلَيْهِ غَيره وَله رسائل حافلة ومباحث مُطَوَّلَة هى مَجْمُوعَة فى مُجَلد وَالْكثير مِنْهَا لم يكن فِيهِ فإنه كَانَ مَقْصُودا بالمشكلات فِي كل فن من جَمِيع الأقطار اليمنية وَلكنه لم يحرص على جمع ذَلِك كُلية الْحِرْص وَمن مؤلفاته شرح نزهة الطرف في الْجَار وَالْمَجْرُور والظرف للسَّيِّد الْعَلامَة صَلَاح بن الْحُسَيْن الْأَخْفَش الْمُتَقَدّم ذكره وَهُوَ شرح نَفِيس مُفِيد فِي مُجَلد لطيف وَله فلك الْقَامُوس في كراريس وَله حواش على ضوء النَّهَار في نسخته لَو جمعت لكَانَتْ حَاشِيَة مُسْتَقلَّة وَقد كَانَ وَلَده الْعَلامَة إبراهيم شرع فِي جمعهَا وَضم اليها أنظارا لَهُ وَلم أَقف على شئ مِنْهَا وَلَعَلَّه لم يَتَيَسَّر لَهُ تَمامهَا وبيني وَبَينه رَحمَه الله مطارحات أدبية فَمِنْهَا قصيدة كتبتها إِلَيْهِ وهى
(من دونهَا ياعمرو وخز الرماح ... وَعِنْدهَا فَاعْلَم صليل الصفاح)
(لَا يسمع السَّامع في حيها ... غير جلاد مفزع أَو كفاح)
(فسر اليها سير متهور ... مستبدل فِيهَا الحيا بالوقاح)
(مشمرا قد حم لاينثنى ... عَن حبها لعاذل أَو للاح)
(فَمَا يهاب العتب من فَازَ من ... غَايَة أمْنِيته بالنجاح)
(سعى فَلَمَّا ظَفرت بالمنى ... يَمِينه ألْقى الْعَصَا واستراح)
(قد أتعب السير رحالي وَقد ... آن لَهَا بعد الوجى أَن تراح)
(فقد أقامتني عَداهَا الردى ... بِربع طود الْعلم بَحر السماح)

الصفحة 366