كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

صَالحا خيّراً مليح المذاكرة حسن النظم وَصَحب الشهَاب مَحْمُود واختص بِهِ حَتَّى كَانَ الشهَاب يَقُول لخازنداره مهما طلب مِنْك أعْطه بِغَيْر مشورة وَلم يكن لَهُ ثِيَاب وَلَا قماش وَلَا شئ فى بَيته الْبَتَّةَ وَكَانَ جيد النظم كتب إليه الشهَاب قصيدة مطْلعهَا)
(هَل عِنْدَمَا عِنْدهم برئي وأسقامي ... علم بَان نواهم أصل آلامي)
فَأَجَابَهُ بقصيدة مطْلعهَا
(ياساكنى مصر فِيكُم سَاكن الشَّام ... يكابد الشوق من عَام إلى عَام)
وَمن شعره
(معَان كنت أشهدها عيَانًا ... وإن لم تشهد الْمَعْنى الْعُيُون)
(وألفاظ إذا فَكرت فِيهَا ... فَفِيهَا من محاسنها فنون)
وَهُوَ القايل
(يخال الخدّ من مَاء وجمر ... وَفِيه الْخَال نشوان يجول)
(وَكم لَام العذول عَلَيْهِ جهلاً ... وَآخر ماجرى عشق العذول)
وَكَانَ ظريفاً حسن المحاضرة والصحبة سمع من الْكِبَار وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا وَأثْنى عَلَيْهِ الشهَاب مَحْمُود وعظمه وَمَات في ثَالِث ربيع الآخر سنة 718 ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة
253 - مَوْلَانَا الإمام المهدي عبد الله بن أَحْمد المتَوَكل ابْن علي الْمَنْصُور
ولد فِي سنة 1208 ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وألف وَنَشَأ بِحجر الْخلَافَة فِي أَيَّام جده ثمَّ في أَيَّام أَبِيه وَفِي كل حِين يزْدَاد كمالاً مَعَ عقل تَامّ وأخلاق شريفة وخصال محمودة وفراسة بديعة ورماية فايقة ورصانة بَالِغَة وَهُوَ أكبر أَوْلَاد أَبِيه ولي أعمالا مِنْهُ ريمة ثمَّ ولَايَة عمرَان ثمَّ لما توفي وَالِده لَيْلَة الاربعاء لَعَلَّه

الصفحة 376