كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

قَالَ البقاعي الْمُتَقَدّم ذكره قَالَ واشتهر فَضله وَبعد صيته وَكتب عَنهُ في سنة 853 قَوْله
(بشاطئ حوث من ديار بني حَرْب ... لقلبي أشجان معذبة قلبي)
(فَهَل لي إلى تِلْكَ الْمنَازل عودة ... فيفرج من غمي ويكشف من كربي)
وتستّر مُدَّة بَقَائِهِ هُنَالك فَلم ينتسب زيديا بِهِ انتسب حنفياً وَلِهَذَا تَرْجمهُ البقاعي والسخاوي فَقَالَ الحنفي ثمَّ عَاد إلى الْيمن وصنّف مصنفات مِنْهَا المعيار في المناسبات بَين الْقَوَاعِد الْفِقْهِيَّة جعله على نمط قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام وَهُوَ كتاب نَفِيس مُفِيد وَمِنْهَا شرح آيَات الْأَحْكَام اخْتَصَرَهُ من الثمرات وَمِنْهَا شرح مُقَدّمَة الْبَحْر للإمام المهدي وَله مصنفات في غير ذَلِك وَمن جملَة مَا كتبه وَهُوَ بِمصْر إلى وَالِده
(فراقك غصتي ولقاك روحي ... وقربك لي شِفَاء من قروحي)
(وَمَا إن أذكر الاوطان إِلَّا ... يضيق لى من الأوطان سوحى)
(فعفوك والدى عَنى وَإِلَّا ... فنوحى ياعيون على نوحى)
وَهَؤُلَاء الْمَشَايِخ من المصريين الْمَذْكُورين فِي التَّرْجَمَة هم أكابر شُيُوخ مصر فى ذَلِك الزَّمن كَمَا يُفِيد ذَلِك من ترْجم لَهُم وَلَعَلَّ بَقَاءَهُ في مصر خمس سِنِين كَمَا يدل عَلَيْهِ مَا سلف وَيُمكن أن يكون أَكثر من ذَلِك وَخرج من مصر بمغني اللبيب وَهُوَ أول من وصل بِهِ إلى الْيمن وَحكى عَنهُ أنه ألف شرح مُقَدّمَة الْبَحْر في سَفَره قَافِلًا من مصر وَتوفى سنة 877 سبع وَسبعين وثمان مائَة وأرّخ مَوته الضّمدي في الوافي سنة

الصفحة 398