كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

كثير الْخَيْر كثير الْعدْل قوي الْعقل مَحْمُود السِّيرَة طيب السريرة وَمِنْهُم أَخُوهُ الْحسن بن علي وَهُوَ تلو أَخِيه مُحَمَّد في محاسنه مَعَ صدق لهجة وَحسن خلق وشهامة نفس وَكَمَال مُرُوءَة وَمِنْهُم يحيى بن مُحَمَّد بن على وَهُوَ الْآن فِي عنفوان الشَّبَاب وَله أشعار فائقة تشْتَمل على معَان رائقة
195 - عبد الْوَهَّاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تَمام السبكي تَاج الدَّين
ولد سنة 727 سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَابْن سيد النَّاس وطبقته ثمَّ قدم دمشق سنة 739 فَسمع بهَا من زَيْنَب بنت الْكَمَال والمزي والذهبي ومعن في طلب الحَدِيث وَكتب الْأَجْزَاء والطباق حَتَّى مهر وَهُوَ شَاب مَعَ ملازمته الِاشْتِغَال بالفقه وَالْأُصُول والعربية وصنف تصانيف مِنْهَا شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح منهاج البيضاوى وَعمل الفوايد الْمُشْتَملَة على الْأَشْبَاه والنظاير والطبقات الْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى ورزق السَّعَادَة فِي تصانيفه فانتشرت فِي حيوته وَكَانَ ذَا بلاغة وطلاقة جيد البديهة طلق اللِّسَان حسن النظم والنثر ودرس في غَالب مدارس دمشق وناب عَن أَبِيه فِي الحكم ثمَّ أشتغل بِهِ بِاخْتِيَار أَبِيه وَولى خطابة الْجَامِع وانتهت إليه رياسة الْقَضَاء والمناصب بِالشَّام وَحصل لَهُ بِسَبَب الْقَضَاء محنة بعد محنة وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الثَّبَات وعزل مَرَّات وكشفوا عَلَيْهِ فِي بَعْضهَا وَحكم بعض الْقُضَاة بحبسه واجتهدوا فِي طلب غَيره من عثراته فَلم يَجدوا قَالَ ابْن كثير جرى عَلَيْهِ من المحن والشدايد مالم يجر على قَاض قبله وَحصل لَهُ من المناصب والرياسة مالم يحصل لأحد قبله وانتهت اليه الرياسة بِالشَّام وَأَبَان فِي أَيَّام محنته عَن شجاعة وَقُوَّة

الصفحة 410