كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

فَمثل بَين يدي السُّلْطَان فبدر من السُّلْطَان كَلَام في حَقه أغْلظ لَهُ فِيهِ فَرجع مَرْعُوبًا فَمَرض وَكَانَ مَعَه وَلَده فَمَرض كَذَلِك وَمَاتَا جَمِيعًا بعد جُمُعَة فِي الْمحرم سنة 738 ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ حَاكم قدره كَبِير وعالم لَيْسَ لَهُ نَظِير قدوة فى معرفَة الْأُصُول وَالْفُرُوع مشار اليه بالتقدم في المحافل والجموع ثمَّ ذكر أَنه بَاشر توقيع الحكم وَنظر الأوقاف ووكالة بَيت المَال ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ بحلب مُدَّة
199 - عُثْمَان بن قطلو بك التركمان أَمِير التركمان بديار بكر وَصَاحب آمدو ماردين
وَغَيرهَا كَانَ أَبوهُ من جملَة الْأُمَرَاء بالدولة الأرتقية ثمَّ انْتَمَى ابْنه هَذَا إِلَى تيمورلنك وَصَارَ من أعوانه وَدخل مَعَه الْبِلَاد الشامية لما طرقها ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فاستولى على مَا تقدم ذكره في أَيَّام النَّاصِر فرج بن برقوق صَاحب مصر وَالشَّام وولاه الرها وضخم أمره وَمَا زَالَ فِي علو إِلَى أَن تجرّد الْمُؤَيد شيخ الْبِلَاد الشرقية وَعَاد إِلَى نَحْو بَغْدَاد فَأرْسل قصاده إِلَى الْمُؤَيد يعْتَذر عَن نَفسه في ذَنْب مِنْهُ سَابق وَيَقُول إن لم يعف عَنى السُّلْطَان لَا أجد لي بداً من مُوَافقَة خصومه فَأَجَابَهُ وَكَانَ من الرِّجَال قُوَّة وشجاعة وإقداماً قتل ملوكاً وَلما سلطن الْأَشْرَف برسباي الْمُتَقَدّم ذكره وطالت أَيَّامه تغيّر مَا بَينهمَا فَجهز لقتاله عسكراً غير مرة وَأخذ مِنْهُ الرها وَقبض على ابْنه هابيل وَحبس بقلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ ثمَّ تجرّد الْأَشْرَف بِنَفسِهِ إليه فِي سنة 836 وَوصل إِلَى آمد وَنزل عَلَيْهَا وحاصرها زِيَادَة على شهر ثمَّ رَحل عَنْهَا بعد وُقُوع الصُّلْح بَينهمَا وَأرْسل لَهُ بخلعة وسرج فرس ذهب وَاسْتمرّ على حَاله إِلَى سنة 839 فَسَار إِلَى إسكندر

الصفحة 413