كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

رَغْبَة فِي الظُّهُور وَلَا يتَكَلَّم في مَسْأَلَة إِلَّا وَهُوَ على قدم راسخة والارجع الى الْبَحْث بل كثيرا مَا يرجع الى الْبَحْث وان كَانَ يعلم بالمسئلة فإني سَمِعت مِنْهُ صَحِيح البخاري من أوله الى آخِره بِلَا فَوت فَكَانَت تعرض مباحثات حَال الْقِرَاءَة فَيسمع السُّؤَال ثمَّ يصمت وَيَأْخُذ الشُّرُوح فَينْظر فِيهَا فإن وجد مَا يُفِيد أملاه وَإِن لم يجد تكلم من عِنْد نَفسه بِكَلَام في غَايَة الْحسن والافادة وَمِمَّا كتبته اليه فى أَيَّام قرائتى عَلَيْهِ هَذَانِ البيتان وَفِيهِمَا طرد عَجِيب
(إمام البهاليل الأولى سبقوا إلى ... سَمَاء المعالي آمراً بعد آمُر)
(علي بن إبراهيم بن علي ب ... ن إبراهيم بن أَحْمد بن عَامر)
وَقد أَخذ عَنهُ الطّلبَة في فنون مُتعَدِّدَة وَكَانُوا يقصدونه في الْغَالِب إلى بَيته وَكَانَ للعصر بِهِ جمال وللعلم وَأَهله بِهِ أنس وَله في الشّعْر يَد طولى وقصائده الطنانة مَوْجُودَة بأيدي النَّاس فَمن شَعْرَة في وصف البنادق من جملَة قصيدة
(فواغر أَفْوَاه الثعابين كلما ... نفخن قتاما تستطار مشاعل)
(حكى شكلها الْحَيَّات لَكِن صفيرها ... زئير وفي الأحشاء مِنْهَا الغوائل)
(كراسيها أذنابها وعيونها ... وَرَاء وَلَا يخفى عَلَيْهَا الْمقَاتل)
ولولم يكن لَهُ إلا هَذِه الأبيات لكفته فإنها غَايَة لَا تدْرك وهي تدل على مَا أولاها من أدبه الغض وَمن قصائده الطنانة هَذِه القصيدة
(خلس اللحظ تذيب المهجا ... فبها الدمع يرى ممنزجا)
(اتسم لحظك في مرعى الْهوى ... فيلاقي الْقلب مِنْهُ حرجا)
(راشقات وَتسَمى نظراً ... بِنِبَالٍ وَتسَمى دعجا)

الصفحة 418