كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

واستفاد في أسْرع مُدَّة مَعَ أَنه لم يشْتَغل كثيراً وَلكنه مفرط الذكاء سريع الْفَهم قوي الإدراك جيد الفطنة يتوقد ذكاء فصيح الْعبارَة فايق النظم والنثر وَله مصنفات مِنْهَا السِّرّ المصون في نكتة الإظهار والإضمار في أَكثر النَّاس وَأَكْثَرهم لَا يعلمُونَ ورسالة فِي تَحْرِيم تحلية السِّلَاح بِالذَّهَب وتأنيس أَرْبَاب الصَّفَا في مولد الْمُصْطَفى وَكتاب النفحات الربانية واللمحات الرحمانية فى احراز ذخاير الصلات بابراز ضماير الصَّلَوَات وَالْفَتْح الالاهى بتبيه اللاهي وَكلهَا حَسَنَة وَحج مَرَّات وَتردد مَا بَين صنعاء وَمَكَّة وَمَال إِلَى الْأَدَب ونظم القصايد الطنانة والمقاطيع الْحَسَنَة وَأكْثر من ذَلِك واشتهرت أشعاره وطارت فِي الأقطار اليمنية واشتغل بهَا النَّاس وكتبوها وحفظوها وَكَانَ يكثر من مطارحة الأدباء ومجالستهم ومجاذبتهم للطايف وفنونن الْأَدَب ثمَّ انجمع وَترك الشّعْر والتفت إلى الْعِبَادَة والأذكار والوعظ وَتَعْلِيم الْعَامَّة أُمُور الدَّين فعقد مجَالِس بِجَامِع صنعاء وَبِغَيْرِهِ من مساجدها وبجامع الرَّوْضَة وَكَانَ يجْتَمع عَلَيْهِ جمع جم وَرغب النَّاس إليه وَأَقْبلُوا على وعظه وَكَانَ ينحدر عِنْد مَا يتَكَلَّم عَن النَّاس من أول الْمجْلس إلى آخره لَا يتلعثم في عبارَة وَلَا يتَرَدَّد فِي لفظ كَأَنَّهُ يملي من كتاب ويستطرد الْآيَات القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة ويسرد من ذَلِك شَيْئا كثيراً بِعِبَارَة حَسَنَة ومسالك مستحسنة وَجمع مجاميع حَسَنَة مِنْهَا رِسَالَة فِي تَفْسِير أَلْفَاظ الْأَذَان وَأُخْرَى في تَحْرِيم التحلي بِالذَّهَب وَله من ذَلِك أَشْيَاء نفيسة وَله فصاحة وبراعة وَقُوَّة نفس وعفة وإنكار للْمُنكر بِمَا يستطيعه وتبلغ إليه قدرته وَكَثِيرًا مَا يصل إليّ إِذا حدث شئ من ذَلِك وَلَا يزَال حَتَّى أساعده على الْقيام في دفع ذَلِك

الصفحة 421