كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

الْحَادِث وأحواله كلهَا حَسَنَة وَله في الذب عَن الْغَيْبَة والنميمة غَايَة كَامِلَة لَا يدع أحدا يذكر بِسوء في مَجْلِسه وَله أذكار وصبر على تَعْلِيم الْعَامَّة مَا يهمم من امْر دينهم وَهُوَ الان مُسْتَمر على هَذِه الْأَحْوَال الجميلة وَلِلنَّاسِ بِهِ انْتِفَاع كثير وَمَعَ هَذَا فَلم يسلم من المنافسة لَهُ وَالْمُبَالغَة في الْحَط عَلَيْهِ والتظهر بثلبه وَهُوَ صابر محتسب وَقد كتب الى أبياتا بعد تَركه لنظم الشّعْر وهي
(طبل شيطاني ومزمار الْهوى ... ضربا وَالنَّفس باتت ترقص)
(ورياض الْقلب قد أهملها ... عدم التَّقْوَى فباتت تنقص)
(أعرب اللَّفْظ بقرآني وَكم ... ألحن الْمَعْنى فَهَل لي مخلص)
(يالقومى لم أجد محتسباً ... فَاضلا عَن منكراتي يفحص)
(فَعَسَى ربى بجاه الْمُصْطَفى ... يذهب الدافتزول الْغصَص)
فأجبته عَنهُ بقولي
(قد شققت الطبل والمزمارما ... مثلك الْيَوْم لزمر يرقص)
(وكذاك النَّفس قد ألجمتها ... بلجام الزّهْد وَهُوَ المخلص)
(أنت لَا تفحص عَن عيب امرء ... تبّ من ظل لعيب يفحص)
(فرض النَّفس إِذا زَاد الْهوى ... فَهُوَ إِن مَا رضتها ينتقص)
(يالحا الله أناساً كلما ... لَاحَ للأطماع برق بصبصوا)
(وإذا نَالَ الْفَتى مكرمَة ... كَانَ من ذَاك لديهم غصص)
وَهُوَ الْآن مَا بَين الأربعين وَالْخمسين من عمره دَامَت فوايده ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله فى شهر ذي الْحجَّة سنة 1219 تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وألف ووالد المترجم لَهُ هُوَ من أَعْيَان الْعلمَاء وأكابر الْفُضَلَاء جَامع بَين الشَّرِيعَة

الصفحة 422