كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(سرحت طرفى مِنْهُ فى جنَّة ... لم يحكها فى الْحسن روض اريض)
(نظمت مايقصر عَن شأوه ... من خيرة القَوْل الطَّوِيل العريض)
(فدمت تحي للعلى مربعاً ... فمربع الْعليا كسير مهيض)
فَأجَاب بِأَبْيَات لم أحفظها وَهُوَ من أكَابِر آل الامام وَله رياسة كَبِيرَة في تِلْكَ الديار ويفد إِلَى صنعاء في الْأَرْبَعَة الْخَمْسَة الأعوام مرة وَاجْتمعت بِهِ في وفوده فِي سنة 1208 وَكَانَ لنا في كل أُسْبُوع يَوْم نَجْتَمِع فِيهِ وَهُوَ يَوْم الْأَرْبَعَاء من بعد الظّهْر إِلَى آخر اللَّيْل وَجَرت بيني وَبَينه مطارحات أدبية في فنون من ذَلِك أَنه كتب أبياتاً مضمونها أَنه لما عقد هَذَا الِاجْتِمَاع فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء زَالَ عَنهُ مايوصف بِهِ من النحاسة وَأَنه صَار بذلك أسعد الْأَيَّام وأبركها وَله فِي ذَلِك نظم بديع وَكَانَ إِذا وَقع التراخي من بعض من يضمه ذَلِك الْمجْلس كتب اليه أَنه إِذا لم يصل وَقع الرُّجُوع عَن تَقْرِير سَعَادَة يَوْم الْأَرْبَعَاء وَهُوَ حسن المحاضرة لَا يمل جليسه لما يُورِدهُ من الْأَخْبَار والأشعار والظرايف واللطايف والمباحثات العلمية والاستفادة فِيمَا لم يكن لَدَيْهِ مِنْهَا وتحرير الأسئلة الْحَسَنَة وَقد كتب إِلَى من ذَلِك شَيْئا كثيرا وأجبت عَلَيْهِ برسايل هي فِي مَجْمُوع رسائلي وَله حرص على الفوايد وهمة فِي تَقْيِيد الشوارد وَله من علوّ الهمة وَشرف النَّفس حَظّ وافر وَلما رَحل من صنعاء إِلَى وَطنه مَدِينَة شهارة كتب إِلَى من هُنَاكَ
(أشارت إِلَى عهد اللقا بالحواجب ... وَمَا كنت عَن ذكرَاهُ مهمل وَاجِب)
(سلي إن شَككت الْحَال قبلك إِذْ غَدا ... يناجيه قلبي هَل رأى غير وَاجِب)
(وَعَن أرقى لَا تسألى غير عَارِف ... وَأعرف شئ فِيهِ زهر الْكَوَاكِب)

الصفحة 434