كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

صَحَّ لَهُ عَن الْقلب حَدِيث الْهوى وروت لَهُ الجفون على الطرف مَرَاسِيل النَّوَى وَعلم الدَّهْر أَن قلبي موثق في يَدَيْهِ وموصول دمعي مَوْقُوف عَلَيْهِ علل بالجفاء ذَلِك الْوِصَال فَقَالَ عَنهُ بِلِسَان الْحَال
(سقى دهرا نعمنافيه عَيْشًا ... وأياما لياليها قصار)
(وَمر كَأَنَّهُ اصغاث نوم ... فَمَا عندي لماضيه ادكار)
أنساني معرفَة تنكير الزَّمن لما نصبت صروفه على الْحَال خيام المحن وَلما ولع بخفض عَيْش الْمَرْفُوع أهملت كَلَام العاذل الْمَوْضُوع وصرفته عَن الإغراء فَهُوَ الْمَمْنُوع وَقلت مُبينًا مَا كَفاهُ من اتِّبَاع العذل عَن الْمَتْبُوع وأغناه عَن الْمثنى من الملام وَالْمَجْمُوع
(أعاذل قد كَفاك العذل دهر ... وَقَامَ بِمَا جناه الاغترار)
(تلوم فَتى أَصَابَته الرزايا ... وفارقه الشَّبَاب الْمُسْتَعَار)
(أبعد الْخمس وَالْعِشْرين يصبو ... لعمر أَبِيك هَذَا الاغترار) (ذهب عَنهُ تصريف الْهوى وَمَعْنَاهُ وانقلبت عينه غيناً فَتغير مبناه جرد الْوَقار زِيَادَته بتخفيفه واسقط الزَّمَان تعديه بتضعيفه وَغير أُصُوله بِالتَّصْغِيرِ من أَصله حَتَّى أنسانى بِذكر صَحِيحه ولفيفه ومعتله
(وَلم أنس الَّتِى قَامَت لعزمي ... تودعني وأدمعها غزار)
(تخوفني نوىً عرضت وطالت ... وتخشي أَن يكون فَلَا مَزَار)
(تَقول وَقد أجد الْبَين مهلاً ... بِنَفْسِك لَا يشقّ بك البدار) (وَلم تكسب يداك سوى ثَنَاء ... فَلَيْسَ عَلَيْك مهما كنت عَار)
(وَمَا لطخت عرضك بالدنايا ... وَلَا دارت على فِيك الْعقار)
(سَوَاء والإقامة مِنْك عزم ... وسيّان الخفا والاشتهار)

الصفحة 451