كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

(وَمن شرفت لَهُ نفس وَعرض ... فأنى كَانَ كَانَ لَهُ افتخار)
تَكَلَّمت بمنطق غير مَمْنُوع تساوى بِهِ الْمَحْمُول والموضوع مَا أقربها إلى الْقيَاس بالمحال وَمَا ابعدها عَن الْوَهم بالخيال أيظن الْفَصْل يغني عَن الْعرض الْعَام أَو يخال الْجِنْس يعين الْحَد على التَّمام فَقلت لما قصدت الْخُلُو بِالْجمعِ وساوت بَين الشَّرْط وَالْمَنْع)
(دعينى لَا ابالك أن قصدي ... إِلَى بَاب الْكَرِيم هُوَ الفخار)
(أيرضى بالهوان فؤاد حر ... يعزّ عَلَيْهِ للضيم اصطبار)
(وَمَا دَار الْأَحِبَّة لي بدار ... إِذا مانالنى فِيهَا احتقار)
(فبالأحباب أحباب وداري ... هي الدُّنْيَا وبالجيران جَار) وكل النَّاس أخوالى وتربي ... لَهُم ترب وكل الأرض دَار)
إذا اتّحدت معانيهم فى الظَّاهِر وزالت الغرابة بخلوص التنافر وَكَانَ الْأَب آدم وَالأُم حَوَّاء فقد اقْتضى الْحَال تطابق الأهواء بعد عَن جبلتهم من شرفة خالقه بالمجاز إلى الْحَقِيقَة الْعَقْلِيَّة وَأَنْشَأَ اختراعه من أسلوب تعذّر فِيهِ الإخبار عَنهُ بِالصِّفَاتِ البشرية فَلِذَا لذت بِهِ من نَوَائِب الزَّمن وَقلت مُصَرحًا باستنكار ماجنته المحن
(معذ الْمجد والعلياء أني ... أضام ولي إلى الْمهْدي ائتمار)
(منيع الْجَار لَو يشكي هِلَال ... عَلَيْهِ النَّقْص فَارقه السرَار)
(وَلَو وافاه ليل خَائفًا من ... هجوم الصُّبْح مَا طلع النَّهَار)
(مليك هذب الْأَيَّام حَتَّى ... خشت سطواته الصمّ الحجار)
(وطيرفي بقاع الأَرْض قسرا ... عداهُ فَكل قلب مستطار)
(وَلَوْلَا سطوة لليث تخشى ... لزاحمه على الغاب الْحمار

الصفحة 452