كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 1)

الْحَاسِد ورثى لَهُ الشامت وكادت أَن تتحرك رَحْمَة لَهُ النُّجُوم الثوابت نصبت بربعه خيام المصايب وركضت في ميدانه خُيُول النوايب وَهل يفزع الخايف إِلَى غير حضرتك أَو يعزّ الذَّلِيل بِغَيْر سدتك
(وَأَنت أَحَق من يرْعَى ذماما ... وَمن تحمى بِحَضْرَتِهِ الذمار)
(نعم من ذَا الذي مَا حَاز نقصاً ... وَمن أغناه عَن قدر حذار)
(الْيَسْ المرأ من مَاء وطين ... وَقد نقص الْهلَال المستنار)
(اذا مالم تخنك يَد وَعين ... وَلَا قلب فقد خفّ القطار)
كَيفَ تخونه يَده أَو قلبه من ملئ من فرنه الى قدمه من حبه تبت يَد مدّت إلى مالم يشتهيه وعميت عين لحظت مَالا يرتضيه وخرست لِسَان فاهت بِغَيْر الْمَدْح فِيهِ
(أمير الْمُؤمنِينَ فأى ذَنْب ... أتيت وَكَانَ لى مِنْهُ اخْتِيَار)
(لقد كثرت حسّادي فجازوا ... على حسّاد آدم حِين جاروا)
(وَقد ألبست من علياك فخراً ... ومجداً لَا يُبَاع وَلَا يعار)
(وَلم يكسبني الإقلال ذلاً ... وأني ذَا وجودك لي عقار)
مَا أكئبنى غير سخطك وَلَا أهمني سوى عتبك وَأَن الْعَفو ثَمَرَة الذُّنُوب والخطأ وَكَمَال الإحسان التجاوز عَن الاعتدا
(أَمِير الْمُؤمنِينَ أطلت سخطاً ... ومثلي من يُقَال لَهُ العثار)
(لسخطك لَا أقيم بأرض عز ... وإن عزّت فلي عَنْهَا نفار)
(وإني إن نأوت فَغير ناء ... بودك وهولى أبداً شعار)
(وَمَا سَافَرت في الآفاق إلا ... وَمن جدواك عيشي والدثار)
(مُقيم الظَّن عنْدك والأماني ... وإن شطت بي النوق العشار)

الصفحة 454